كان الماذيون والفرس القدماء يتكلمون بلغتين مختلفتين فالماذيون لسانهم الماذي أو الافستي والفرس كانوا يتكلمون بلغة فارس القديمة وهاتان اللغتان تباعدتا معنى ومبنى واصطلاحا أحدهما عن صاحبتها بمرور الدهور إلى أن أصبحت اللغة الواحدة لا تشبه الأخرى وبتعبير اصح أصبحت لغة مستقلة بذاتها. وكما أن اللغات الأوربية اضطرت إلى قبول الكلمات اللاتينية وإدخالها في لغتها الخاصة - كالإنكليزية القديمة لغة الانكلوسكسون والإنكليزية الحديثة اليوم الطافحة بالكلمات اللاتينية - كذلك اللغة الفارسية لم تر بإدخال الكلمات العربية في لغاتها وأقول: إنما اضطرت بحكم السيف أن تخضع للعرب حتى في لغاتها وبرهنت عن عجز في لغتها أمام لغة القرآن. ولم تكن اللغة الكردية - (الماذية) أقل احتياجا من اللغة الفارسية إلى العربية فقبلت الكلمات العربية ولكن على قواعد صرفية
ونحوية نختلف عن قواعد اللغة الأولى وإذا كنا نجد بين اللغة الكردية كلمات فارسية فليس ذلك دليلا على أن اللغة الكردية خالية من لفظة تدل على أن اللغة الكردية الأدبية مستقلة تمام الاستقلال عن شقيقتها اللغة الكردية الدارجة عن اللغة الفارسية الفصيحة.
وإذا الباحث في آداب اللغة الكردية في بضعة أعوام يقضيها بين الجبال الكردية المنيعة ومطالعة دواوين شعراء الأكراد وكتب الأدب الكردي يتحقق أن هناك لغة كردية رئيسية لا تشوبها شائبة مركزها وسط كردستان وهي أساس لسائر اللغات الكردية المتشبعة في سائر الأقطار الكردية ككردستان الشمالية وكردستان الجنوبية.
ويظهر من التغيرات التي طرأت على البلاد التي يقطنها أكراد محض، أو تكون أكثريته الساحقة منهم خلال الألفي عام المنصرمين أن الوطن الكردي كان يمتد من أرمية وبحيرة (وان) إلى جبال الرافدين وجبال زقر (زاغروس) نحو الجنوب ومن الشمال موطن العشائر اللورية أو عشائر كوران القديمة وعشيرة اردلان