ديوان العقاد
- ٣ -
وقال ص٥٧:
إذا ما رآها الوحش ولى كأنها ... من النقع تجلى عن خميس عرمرم
ومن (النقع) بيان للخميس المتأخر وقال: (خياشيمه م القيظ يبضضن بالدم) والميم في (م القيظ) مخففة من (من) الجارة وهذا التخفيف ذميم وإن أرتكبه بعض الجاهلين.
وقال من قصيدة (الحمام) ص ٥٩ يصف فيها الغواني يسبحن في البحر
لا بل منيت بفتنة خلعت ... جلبابها للكر والفر
وأي علاقة لحسناء تستحم. بالكر والفر وقال ص ٦٠:
وتميل من ظهر إلى بطن ... طورا ومن بطن إلى ظهر
والوزن في الشطر الأول لا يستقيم إلا بتحريك الطاء من (بطن) ولم يجئ البطن متحرك الطاء بالمعنى الذي يريده. وقال من قصيدة (ليلة الوداع) ص ٦١
تطلع لا يثني عن البدر طرفه ... فقلت حياء ما أرى أم تغاضيا
وأنت تعلم أن مقول القول لا يكون إلا جملة فما وجه نصب (حياء) والمعطوف عليه (تغاضيا)؟ وقال (غدا ننظر البدر المضوىء فوقنا) وكلمة (المضوىء) غير جميلة. وقد
أراد ليلة غد وقال ص ٦٢:
كأن فؤادي طائر عاد ألفه ... إليه فأمسى آخر الليل شاديا
يريد فشدا آخر الليل. وقوله: (فأمسى آخر الليل شاديا) كمن يقول: أمسى فلان مغنيا، عوض (غني فلان) والفرق بين المعنيين ظاهر. وقال:
وأشكوه ما يجني، فينقر غاضبا ... وأعطفه نحوي فيعطف راضيا
يريد أشكو إليه ما يجني و (أشكو) لا يتعدى إلى مفعولين.
وقال: (في الدجى إذا اسود) واسوداد الدجى تحصيل الحاصل فإن الدجى هو السواد ولو قال في الليل إذا اسود لما أخذ عليه قوله وقال ولم افهم ما يريد: فقلت
على النفس التي سوف تغتدي ... طلولا بإحناء الضلوع حوانيا
وقال ص ٦٣
وأسلمت كفي كفه فأعادها ... وقلبي فهلا أرجع القلب ثانيا