للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراد أسلمت إلى كفه كفي فأعادها وأسلمت قلبي ولم يرجعه فلم يفصح ثم أن (اسلم) لا يتعدى إلى مفعولين، وقال:

فلم أر ليلا كان أطيب مطلعا ... وأكأب عقابا وأشجى معانيا

والصواب (أعقابا) وقال:

إذا كان لي في مقبل العيش مدة ... فيا ليت يغدو مقبل الغيب ماضيا

فحذف اسم (ليت) وهو عمدة، والقصيدة ضعيفة التراكيب.

وقال من قصيدة (العرض) ص ٦٤ وقد عربها عن شكسبير.

يضيع على المثلوب زينة نفسه ... وليس يفيد العرض من هو ثالبه

الضمير في (يضيع راجع إلى (من) في قوله قبله (ولكن من يسلب من المرء عرضه) وكأن هناك من يذهب إلى أن ثالب المرء في عرضه يفيده فهو يصحح رأيه ولا أرى أن أحداً يذهب هذا المذهب وقال:

لقد طال عمر الليل حتى حسبتها ... توارت من الغرب المعصفر في رمس

خلاصة البيت أن الليل قد طال فحسب أن الشمس قد توارت في رمس هو الغرب المعصفر. والغرب يكون معصفرا بعد تواري الشمس بقليل ولكن هذه العصفرة لا تشاهد

إذا طال الليل وقال من قصيدة (المنظار المقرب).

أنت عين من زجاج وقها ... يجذب الأنوار من كل سماء

شرح الموق فقال هو الحدق والموق مما يلي الأنف وهو مجرى الدمع ولا دخل له بالرؤية فلا يصح قوله (يجذب الأنوار من كل مكان). وقال من قصيدة (إلى جار بحر الروم) س ٦٥: (أني ألب بموطن) وشرح (ألب) بأقيم ولو أقام (أقيم) مقام (ألب) المهجورة لاستقام الوزن والمعنى ولكن ولعه بالغريب هو الدافع له إلى ركوب هذا الشطط. وقد أجاد في قوله:

تمضي الشهور وفي الجوانح لوعة ... تمشي على كبدي كحز المبرد

أشكو الزمان إلى القريض وتارة ... أشكو القريض إلى الزمان المعتدي

وقال (أنا نؤجله الحساب إلى الغد) وأجل لا يتعدى إلى مفعولين وقال (الغمام المرعد) والصواب الراعد أما المرعد فهو الذي أصابه رعد أو سمع الرعد. وقال من قصيدة (الخيبة) ص ٦٦ وأجاد.

<<  <  ج: ص:  >  >>