يا قلب صبرا أجد الخطب أم هزلا ... ما تلك أول بؤسي خيبت أملا
حسب الرزيئة منا أن نصافحها ... هنيهة ثم نلهو بعدها جذلا
قد طالما نزلت ضيفا بساحتنا ... والضيف يصيب الدهر محتفلا
أنا قرينا الرزايا من مدامعنا ... وقد نضبن فماذا تشتهي بدلا
إلا الحياة وأني لا أضن بها ... وكيف ضني بشيء هان فابتذلا
وقال ص ٦٧:
ما للأماني يستضحكن لي غررا ... وقد سلوت ويستحدثن لي غزلا
وأستضحك بمعنى ضحك فهو لا يتعدى إلى المفعول وقال (فاحتلن لاستدراجي الحيلا) واحتال فعل لازم لا يتعدى فالعبارة خطأ إلا إذا تكلفنا فجعلنا (الحيلا) مفعولا مطلقا لاحتلن وقال من قصيدة (الشتاء في أسوان) ص ٦٨:
ما طب جالينوس قي ... س بطبه إلا غرور
و (قيس) حال عن (طب جالينوس) وإذا وقع الماضي حالا وجب تصديره بالواو وقد أو بقد أو الواو وحدهما. نعم ورد مثل (كما انتفض العصفور بلله القطر) ولكن لا يقاس عليه
وقال:
أبدا تحوط به ودائعها ... بسور خاف سور
و (تحوط) فعل متعد بمعنى تحفظ وإنما أراد تحيط به يحسن التعبير وما أقبح تركيب البيت الآتي:
من كل قاع جؤذر ... تلقاه أو ظني غرير
وقال ص ٦٩: خلجانه تنساب كالحيات ما بين الصخور
ذهب مذهب القدماء في تشبيه المياه الجارية وبئس التشبيه هذا في مقام الإطراء فإن رؤية الحيات لا تبسط النفس وقال:
ما كان أول مغرب ... شهدت على العصور
والمغرب مذكر لا يحسن وصفه بشهدت.
وهناك أبيات بعنوان (الرجاء) سخيفة ضعيفة. وقال من قصيدة (البدر والصحراء ص ٧٠:
أيها أبا النور أطربنا فكم لك من ... لحن على البيد لم يطرب له أحد