قال أطربنا فهو يريد الإطراب فلا معنى (لأيها) فأنها للإسكات:
وقال (ليست شأبيبك الحفل بمغنية) ولم أستحسن الحفلى وقال:
والنفس تسمو بها الأضواء تغمرها ... كالماء يسمو على أثباجه الجسد
وهو غامض وفيه استعارة بعيدة. وقال من قصيدة (الطبيعة والحياة) ص ٧١:
تسبي نواظرنا الطبيعة ... وتروع وهي بنا مروعه
أفهم أن تروعنا الطبيعة ولا أفهم أن تراع بنا ولعله أراد الحيوان الذي يروعه الإنسان. وقال:
لولا الحياة لما تملت حفل زينتها الطبيعة
إن كانت الطبيعة ما يتملى الشيء فهي تتملى سواها أوجدت الحياة أم لم توجد وبعدها بيتان جاء بهما تأييدا لدعواه الفارغة وهما من المعاني التي لا تمت إلى الشعر بنسب. ثم أبيات ركيكة تكاد معانيها تكون من تصورات الأطفال.
وقال:
تبدي الجميل وتستر ... - الصور المنشأة الشنيعة
ولم يجئ شنأه بالتشديد ثم سترت الطبيعة الصور المشنوءة الشنيعة ألست تعرض على الأنظار ما قبح من صورها وما حسن؟ وهناك أبيات سقيمة ركيكة ليست من الشعر في شيء وقال:
هيهات تصقل صادئا ... هي الغنية والخليعة
ولم يجئ (صادئا) بل الذي جاء هو (صدى) ثم لا أدري لماذا لا تصقل الغنية والخليعة مرآتها الصدئة فهل تبقها صدئة وهي قادرة على صقلها؟ وقال:
لا تغبطينا أيها ... الأحجار فاللقيا سريعة
فغدا تشرفك الحيا ... ة ونحن أحجار وضيعة
لا تتم اللقيا وإن كانت على سبيل الجاز إلا إذا عاد الحي جمادا مثل الأحجار أو كانت الأحجار مثله إحياء ولكنه يرى اللقيا في أن تكون الأحجار في غد أحياء مثله وهو يكون مثلها ميتا وهذا هو الشعر. وقال من قصيدة (إلى ربة الحب) أو (الزهرة) ص ٧٢:
فريدة الأفق أسعدتني ... وخالسي النجم وارمقيني
وإذا كانت الزهرة كما يتوهم الأستاذ ربة الحب فمن أي نجم تخاف ليأمرها بقوله (وخالسي النجم وارمقيني) وقال: