للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أراك تغويني بوحي ... إلى السماوات يزدهيني

لا يقال أغواني إلى الشيء. وقال:

فيك ضلال وفيك رش ... د فضلليني وأرشديني

ولعل ربة الحسن قد أسعفته بأول المطلبين وهو التضليل وقد أجاد في قوله:

كوني منارا فالحب بحر ... قلوبنا فيه كالسفين

وقال:

يا طالما تخدع الدراري ... لواحظ الشاعر الحزين

(تخدع) مضارع فهو للحال أو المستقبل والمستقبل لم يجئ بعد والحال أقصر من أن يطول فضلا عن كونه لم يطل في الماضي. نعم يجوز أن تقول ظالما خدعت ولكن لا يجوز (طالما تخدع) وقال:

ورب ليل سما جبيني ... إليك يا قبلة الجبين

أهذا هو التجديد الذي يدعو إليه الأستاذ المتأدبين وقال ص ٧٣:

أو نسمات الصباح تسري ... من الروابي إلى الحزون

أراد من الروابي إلى السهول ولكن الروي نون فقال إلى الحزون والحزن ما غلظ من الأرض والروابي لا تكون إلا في مثلها وقال:

تكتم أنفاسها وتخشى ... من لفتة الغصن والطنين

أن هذه التي تخشى من لفتة الغصن والطين هي نسمات الصباح وقد تقدمت قبل بيتين ثم قال في أبيات ما خلاصته: سمعت منك مقالة هي الجنون أو شر من الجنون هي أن الزمان ليل اقضوه باللهو ولا تنقصوه بالنوم ولا أدري لماذا تكون هذه المقالة جنونا أو شرا من الجنون ثم قال (كفاكم نومة المنون) وهو يريد تكفيكم فانهم لم يموتوا بعد وقال ص ٧٤ من قصيدة (على شاطئ البحر)

لم ابصر إلا ذي فيه كأنه ... خيل الطراد تسوقهن صباه

إلا وددت بأن أراه فلا أرى ... أفقا يصد الطرف دون مداه

ومن العجيب أن يود رؤية البحر من يبصره!!! والقصيدة برمتها سخيفة. وقال قصيدة (الخمر الإلهية):

تلوح كماء المهل أما مذاقها ... فمن سلسبيل الخلد في طيب سقياه

والمهل هو القطران الرقيق والسم والقيح وصديد الميت خاصة وما ذاب

<<  <  ج: ص:  >  >>