للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أن كان (لاندرو) الأوربي قد اغتال عشرات النساء من أجل ابتزاز حليهن ونقودهن فإن محمد باقر يريد أن يغتال مئات الرجال للحصول على الأموال. وإن كان ذاك (لاندرو) النساء فإن محمد باقر (لاندرو) الرجال. وفي الدنيا عجائب وغرائب ومصائب. فهذا الرجل الضاري بقتل النفوس هب ليطفئ ضراوته باغتيال (حسين النجفي) وبذلك يسلبه العباءات الأربعة ولكنه بقي مترقبا الوقت الملائم لإجرام هذه الجريمة ولم يغير من نشاطه وأحواله في خدمته حسينا المذكور.

ارتحل حسين إلى (همذان) مصطحبا ماهنه محمد الذي لم ير منه إلا النشاط والإخلاص. ولقد قلنا آنفا أن (عليا) الكاظمي يشتغل في (همذان) وهي محط أعماله ومسكنه. وكانت

بين حسين وبينه صداقة وثيقة فلا بد لحسين إذن من أن يعرج على صديقه علي ويهدي إليه الهدايا التي أعدها له من العراق فنفذ عزمه بزيارته عليا وتقديم الهدايا إليه. وبهذه الواسطة تعرف محمد باقر بعلي واظهر له الاحترام والزهد والتنطس أما أحمال العباءات فإن حسينا أرسلها إلى مدينة (طهران) مع شركة سفرية. وكان محمد باقر عالما بهذه القضية ولذلك نشر شبكة دماغه ليصطاد حيلة يتوصل بها إلى ابتزاز الأحمال وإدراك الآمال. الذي ساعده على نجاحه في خسته هو أن حسينا رغب عليا في التجويل في مدن إيران فأعدا عدة السفر إلى مدينة (قم) وسافرا مرفقين محمد باقر الفحام أمانية الأخير فهي أن يغتال حسينا ويسرع إلى الشركة في طهران فيدعي أنه حسين النجفي المرسل الأحمال الأربعة وفي ذلك الفوز العظيم. وصل الثلاثة مدينة (قم) في شهر رمضان الماضي سنة (١٣٤٥) أما محمد باقر فقد تمزقت مريطاء صبره وهاجت هوائج وحشيته فأعد سما زعافا من نوع (الاستركنين) كما قيل ومزجه بما يشرب منه حسين النجفي من دون أن يطلع أحد غير الرؤوف الذي هو بالمرصاد. فلما شربه البائس المظلوم أخذ يتلوى ويتضور لان السم قد اختلط بدمه العبيط فصيره نجيعا وظهرت عليه إمارات السم. ولما رأى صديقه هذا المرض الفجائي استدعى طبيبا قميا فعاده الطبيب وقبل أن يصف له الدواء افترض محمد باقر فرصته انفراده (أي انفراد الطبيب) عن على وانبرى يقول له:

<<  <  ج: ص:  >  >>