للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

يا مولاي الطبيب أن حسينا المريض قد أكل البارحة كم حقق من الرمان وكذا مئات من التفاح وكثيرا من غيرهما لذلك أصابته (التخمة) وبذلك غش الطبيب وسخم له وجه الحقيقة فبدا اسود حالكا. في حين أن الطبيب لم يصادف معالجة مسموم من قبل هذا حتى يدرك إمارات السم في جسم حسين. وصف الطبيب الدواء فأحضر ثم تناوله المريض فتجانف إلى الإبلال مصادفة وأظهر محمد باقر الفرح العظيم واكمن الغدر الأليم ثم قرب إلى الله تعالى قربانا من الشياه مع أنه لم يعرف حرمة ولا احتراما فعل ذلك لئلا يستريب به رفيقاه والناس المطلعون. وهذه حيلة شيطانية أن لم أقل أن الشيطان لا يدركها بسهولة وما دامت قنينة السم عنده (فان حسينا لا محالة مائت) ثم وجد نهزة سانحة فسقاه السم مرة ثانية كانت عليه القاضية.

وبعد سويعات اجتثت المنون شباب حسين المزهر فغادر الدنيا فزعا إلى ربه الرؤوف

جزعا مما لاقاه من قساوة هذا (النمر البشري) طامعا في الاستئثار من خصمه الوحشي الزنيم. وكان ذلك في اليوم الخامس عشر من رمضان المذكور.

لقد شاهد علي وفاة صديقه وراقب فبكاه بدموع يمدها الألم ويسيل معها الحنان وبعد ذلك دفنه في المدينة نفسها أي (قم) تأمينا لا دائما وانفق عليه من ماله ولم يعلم السر في هذا المرض البغتي ولم يستغرب هذا الإعلال بعد ذلك الابلال. أن الثلاثة كانوا قد لاقوا أحد تجار طهران المسمى (عبد الوهاب) في مدينة قم وكان لهذا صداقة ثابتة بينه وبين الصديقين علي وحسين ولا سيما حسين وقد دعاهما إلى زيادة مدينة طهران ومحمد باقر مطلع على تلك الأمور. فقال في نفسه: (لم أقتل حسينا إلا للحصول على بضاعته المودعة الشركة الفلانية في طهران) فإذا ارتحل صديقه علي إلى طهران اخبر (عبد الوهاب) بموت صديقه الحميم حسين فيسرع ويضع يده على الأحمال الأربعة ريثما يتسلمها أهله في العراق وبذلك أمسى مبلسا مخفقا فالحزم الحزم أن اغتال عليا قبل أن يصل طهران فتصبح فريستي كأنها في بيتي.

أما علي فانه سافر بعد أيام من (قم) إلى طهران فلما وصل (حسن أباد) كان محمد باقر قد أرهقه فيها عازما على إزهاق روحه ولما رآه محمد باقر يتغدى أخذ

<<  <  ج: ص:  >  >>