للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نجح في مكره وخداعه ولم يترك سبيل ريبة تسير فيه أفكار الناس فأف له ولما ارتكب من منكرات ووحشيات فذة لا نظير لها! ووي من خسة آماله التي لا تخطر على بال!

ولكي ينفي الاسترابة به نفيا مجزوما دفن عليا في (الشاه عبد العظيم) وأقام له مأتما حزينا واظهر الحداد لابسا الحداد. وبعد إتمامه جريمته الثانية هرع إلى طهران وذهب إلى الشركة التي كان حسين النجفي قد أودعها بضاعته فادعى أمام الخازن أنه حسين المذكور له حكاية البضاعة وأوصافها ثم تسلمها وشرع يبيع منها ما تيسر له بيعه ولم يبق إلا عباءات قليلة أخذها معه حين سافر إلى بلده القديم (كلبايكان) فأعطاها أخاه ليبعها ثم آب إلى العراق فوصل الكاظمية وشرع يبيع الفحم كأنه قتل ذباباتين حقيرتين. لكنه استعد ليورط له فريسة أخرى: كان له صديق في الكاظمية اسمه (علي أكبر) يبيع الأحذية فتحسس أسراره فألفاه يملك ألفى ربية وسولت له نفسه الخبيثة أن يغدر به ويبتز ما عنده فقال له يوما:

ما لي أراك سئوما هذه الحال ذاوي الآمال ذا تجارة كاسدة وعزيمة باردة؟ فأجابه علي أكبر:

أن العمل يولد النشاط؟ فقال محمد باقر: بلى فارحل معي إلى إيران فإن الألفي ربية يصبحان أربعة آلاف وأنا كفيل بذلك الربح فانخدع هذا البائع لاعتماده على الصداقة ولاستناده إلى ظواهر محمد باقر التي على سلامة وصفاء نية.

ثم أخذ يبيع بضاعته بثمن بخس فرحا باتباع الأمل الجديد والآمال مهواة الرجال ومدعاة الأموال. ولكن هذا المغشوش قبل أن ينهي ما عزم عليه قبضت شرطه الكاظمية على محمد باقر وذلك في شهر ذي الحجة سنة ١٣٤٥.

أما السبب في اعتقاله فهو أن أخبار (حسين وعلي) قد انقطعت عن أهليهما في العراق وقد مر بالقارئ انهما سكنا القبور من أجل ذلك سافر عم الأول وأخو الثاني إلى إيران يستقريان البلاد التي مر بها المفقودان استقراء عظيما ولما أحست الحكومة الإيرانية بهذه الجناية العظمية اجتهدت وتفقدت ذينك الشابي

<<  <  ج: ص:  >  >>