على شق واحد، وسكت عن الشق الثاني، ولعله يريد مهلة للتفكير في أيجاد وجه لدخول وجدانه في الصدد!!!
ورد على قولي: يزجي يتعدى بنفسه لا بالباء قائلا (يزجي هنا متضمنة معنى يدفع، وانه كما يصح أن يقال دفعه ودفع به، يصح كذلك على هذا المعنى أن يقال؛ أزجاه وأزجى به).
على رسلك يا أستاذ! فإن (دفع به) كذلك لم يجئ إلا إذا توسعا فقلنا: الباء زائدة. على انك، يا أستاذ، لم تفهم بعد التضمين، فإن الشرط في التضمين أن يكون معنى الفعل المتضمن - بالكسر - غير معنى المتضمن - بالفتح - ولكنه يتصل به من بعض النواحي، لا أن يكون
مرادفه في المعنى، كما بين (أزجى ودفع) مثال ذلك: (حمد) فانه يتضمن معنى أنهى فيتعدى مثله (بالى) فيقال أحمد إليك فلانا أي انهي، وكقوله:(يخالفون عن أمره) فانه يتضمن معنى يعدلون، ولذلك يجوز تعديته بعن، وقوله:(لاقعدن لهم صراطك المستقيم) فانه يتضمن معنى: لا لزمن. ولذلك جاز تعديته بنفسه وبقوله:(ولا تعزموا عقده النكاح) فهو يتضمن معنى لا تنووها، فعدي مثله. وفي التضمين يقصد معنى الفعل بالأصالة، ومعنى ما تضمنه بالتبع، وهذا ما يدلك على وجوب المخالفة إلا في بعض النواحي.
وأجاب عن قولي في نقد البيت:
أمسيت إحداق السفائن شرع ... صور إليك م البحار روان
(ولو نصب (شرع) على الحالية لخلا البيت من تتابع الأخبار بكلام فيه غرور وتهكم كما هو عادته، فقال (أن مجي الحال من المبتدأ لا يجوز إلا في اضعف الأقوال) فأقول:
نعم، لا يستحسن النجاة مجيء الحال من المبتدأ، ولكنهم لم ينكروا مجيئه في النثر والنظم كقولهم - وهو ما يستشهدون به -: (هذا بسرا خير منه رطبا) وقول الشاعر: (لمية موحشا طلل) ومثله مجيئه عن الخبر كقوله: (هذا بعلي شيخا) وقوله: (وهو الحق مصدقا لما بين يديه) فضلا عن أن مجيئه عن المضاف إليه كثير كما في بيت الأستاذ، إذا نصبنا (شرع) جاعلين إياه حالا