للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كما بينا؛ أما إدخال (قد) على الجزاء فكثير ولا منافاة فيه. ومن أمثلة ذلك قول الشاعر:

إن كنت ريحا فقد ... لاقيت إعصارا

وإن صدق الأستاذ في ادعائه اجتماع الشرط و (قد) فيأتنا بمثال من القرآن أو ببيت قيل في الجاهلية أو الإسلام، وإلا فليسكت، ولا يرفع عقيرته مجهلا لمن يدله على الصواب.

ثم أتى الأستاذ بسند من الشعر على مجيء أمر الغائب بصورة المخاطب، وهذا لا يدل على أنه الفصيح، وأما الآية القرآنية فإن قراءة (أبي) لا تستلزم مرجوحية بقية القراءات بل بالعكس تدل بقية القراءات على ضعف قراءة (أبى).

ونحن لم ننكر دخل لام الأمر على المخاطب بتاتا، بل أنكرنا إدخال (الفصحاء) لها، فقد قلنا لا يدخلها (الفصحاء) على المحاطب والبيت الذي استشهد به الأستاذ:

إذا جن جنح الليل فلتأت ولتكن ... خطاك خفافا أن جيراننا أسدا

قد نصب فيه خبر (إن) فلماذا لا ينصب الأستاذ خبر (إن) في أبياته قياسا على ما جاء في هذا البيت؟ أليس ذلك لان الذي يخالف الجمهور ليس (بفصيح)؟

وأما البيت:

دهر يدور صباحه ومساؤه ... متعاقبان على مدى الأيام

فقد قلنا في نقده: (الأولى جعل صباحه فاعلا ليدور ونصب (متعاقبان على الحالية) ولكن الأستاذ أبي وطلب منا الدليل على أولوية ما ذكرنا والدليل هو القاعدة المرعية، وهي قول ابن الناظم في شرح ألفية أبيه: (وان كانت الجملة الحالية اسميه فإن لم تكن مؤكدة، فالأكثر مجيئها بالواو مع الضمير ودونه، كقوله تعالى: فلا تجعلوا لله أندادا وانتم تعلمون، وقوله تعالى:

ألم تر إلى الذين خرجوا من ديارهم وهم ألوف حذر الموت؟)

فإذا لم نجعل (صباحه) فاعلا ليدور، كان مبتدأ خبره (متعاقبان) وتكون الجملة حالا من فاعل يدور، وهي غير مصدرة بالواو

وكنت نقدت البيت:

<<  <  ج: ص:  >  >>