للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

والبوغاء هو الغبار والتراب وهو كلمة ميتة لم يستعملها بعد الجاهلية كاتب أو شاعر أما الأستاذ فولعه بالغريب آثارها من مرقدها: وقال:

يخاف بعضهم بعضا ويمنعهم ... دوني مغافر أقذار وافذاء

يريد أن شباب مصر يخاف بعضهم بعضا فتمنعهم عن إيصال الأذى إليه مغافر من الأقذار والافذاء. ولا أدري أيهجو الأستاذ الشباب أم يهجو نفسه. وقال ص ١٥٤:

وصوروا المجد في إخلادهم صورا ... شوهاء أغنتهم عن كل علياء

وإذا صور الشباب المجد في بالهم صورا شوهاء فهل تغني هذه الصور عن كل علياء؟ وقال:

خافوا وقالوا: لنا حزم وتجربة ... أن كان ذا الحزم، ما جبن الأخساء

لم يصدر جواب الشرط بالفاء وهو جملة اسمية، وقال:

تحركوا ثم قالوا لا جمود بنا ... أين التأوه من صمت الأصحاء

فبخ بخ لهذا الشعر، وقال:

تخايلوا في معاليهم وما علموا ... أن التورم لا ينمو بأخطاء

ولو قال (تورموا) مكان تخايلوا لكان أمكن. وقال:

آمالهم في المعالي تحت أرجلهم ... فما ينالونها إلا بإحناء

وهو معنى لطيف. وقال:

أستغفر الصدق بل لا يمدحون سوى ... ما يخلق الوجه من خزي وإغضاء

الإغضاء لا يخلق الوجه فحبذا لو قال (وأسوء مكان (وإغضاء) وقال:

لا يحفلون أعاشوا وهي ناجية ... أم أصبحوا طي أرماس وإحناء

الإحناء جمع حنو وهو الجانب وكل ما فيه عوجاج من البدن وغيره فما هي بالقافية المتمكنة. وقال:

قدوا ملابسكم عنكم فإن لكم ... في كل فعلة سوء ألف عوراء

والمعقول أن يكون للإنسان في كل فعلة سوء عوراء واحدة لا ألف وقال ص ١٥٥:

ينافق المرء منكم وهو يزعمه ... ظرفا يشيد به بين الإخلاء

<<  <  ج: ص:  >  >>