للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيه النار ليحرق بشير بن أيوب. فعند ذلك أحضر الجنود النار وأوقدوها واحتملوا بشيرا والقوه فيها فلم تحرقه النار. فتعجب الملك لام من ذلك، وقال: إن هذا لسحر عظيم. فقال له بشير: أيها الملك لسنا بساحرين وقد كان لنا جد يقال له إبراهيم الخليل، ففعل به النمرود كذلك فلم تحرقه النار وجعلها الله عليه بردا وسلاما. وكذلك يفعل الله بأولاده فعند ذلك رق قلب الملك وعلم الحق فأسلم وآمن واجتمعوا على الإسلام (كذا). فزوجوه بأختهم. وسمى الملك بشيرا (ذا الكفل)، لأنه لما أراد الملك الفدية، تكفل بشير بإيصال الفدية إليه من اخوته.

ثم أن حوميل أرسل أخاه ذا الكفل رسولا إلى جميع أهل الشام بأذن الله تعالى. وكان الملك لام بين يديه يقاتل الكفار، فلم يزالوا على ذلك حتى مات حوميل ثم مات بشير ذو الكفل، ثم مات بعدهما الملك لام بن دعام فتغلب على أهل الشام العمالقة إلى أن بعث الله شعيبا. انتهى على سبيل الاختصار.

وقال الثعلبي في قصص الأنبياء ١٩٩: (قال الله تعالى: (واسمعيل وإدريس وذا الكفل كل من الصابرين) قال مجاهد: لما كبر اليسع قال: لو أني استخلفت رجلا على الناس يعمل عليهم في حياتي حتى أنظر كيف يعمل. فجمع الناس ثم قال: من يتكفل لي بثلاث، استخلفته: يصوم النهار، ويقوم الليل، ولا يغضب فقام إليه رجل شاب تزدريه العيون. فقال: أنا. فرده ذلك اليوم.

وقال مثلها في اليوم الثاني فسكت الناس. فقام ذلك الرجل وقال: أنا اعمل ذلك. فاستخلفه. قال: فلما رأى إبليس ذلك جعل يقول للشياطين: عليكم بفلان، فأعياهم. فقال: دعوني وإياه فاتاه في صورة شيخ كبير فقير حين أخذ مضجعه للقائلة. وكان لا ينام بالليل والنهار إلا تلك النومة.

فدق إبليس الباب، فقال: من هذا؟ فقال: شيخ كبير مظلوم، ففتح الباب فجعل يقص عليه القصة ويقول: إن بيني وبين قومي خصومة وانهم ظلموني وفعلوا. . . وفعلوا. . . وجعل يطول عليه حتى حضر وقت الرواح. وذهبت القائلة. فقال له: إذا رحت فإني آخذ لك بحقك فانطلق وراح إلى مجلسه. فلما جلس جعل ينظر ليرى الشيخ فلم يره وقام يتتبعه.

<<  <  ج: ص:  >  >>