للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فإنما تأمره بالسكوت و (أيها) تأتي للزجر بمعنى حسبك عن أين سيده. و (أيها) كف. أما الأغراء فيقال فيه: (ويها) وإذا تعجبت من طيب شيء قلت: (واها ما أطيبه) وقال: (قال ابن الأثير وقد ترد المنصوبة بمعنى التصديق والرضى ومنه حديث ابن الزبير لما قيل له يا ابن ذات النطاقين فقال: أيها والله أي صدقت ورضيت بذلك ويروى: (إيه) بالكسر أي زدني من هذه المنقبة) أهـ. وأنت ترى أن الرواية عن ابن الأثير وحده على إنها تختلف فيها فهناك رواية ثانية هي إيه بالكسر. وقال يوجه قوله:

أراك تغوينني بوحي ... إلى السماوات يزدهيني

بقوله نعم ولكن يقال بوحي إلى السماوات فأقول هذا من حيث اللفظ جيد ولكن ما علاقة الوحي إلى السماوات بإغوائه ولعله أراد (بالسماوات الأرض). لأن الأرض سابحة فيها.

وقال يوجه قوله:

يا طالما تخدع الدراري ... لواحظ الشاعر الحزين

رادا على قولنا في نقده: (وتخدع مضارع فهو للحال أو المستقبل. والمستقبل لم يجيء بعد والحال اقصر من أن يطول فضلا عن كونه لم يطل في الماضي. نعم يجوز أن تقول طالما خدعت ولكن لا يجوز طالما تخدع). بقوله (هكذا يعلل العربية هذا العلامة. ولو كان يتهجى النحو لعلم أن (ما) المصدرية تدخل على المضارع أكثر من دخولها على الماضي. أهـ. فأقول: رويدك أيها الأستاذ المغرور إنك لا تدري ما تقول. إنك لم تدخل (ما) في بيتك على المضارع لتؤيد هذا الإدخال بأقوالك الفارغة هذه بل ألحقتها بطال فقلت (طالما) وهو فعل ماض ثم أن (ما) في طالما ليست مصدرية كما زعمت بل هي زائدة كافة تمنع الفعل من طلب الفاعل كما صرح بذلك أئمة العربية. قال ابن هشام في مغني اللبيب: (الوجه الثاني

أن تكون (ما) زائدة وهي نوعان: كافة وغير كافة. والكافة ثلاثة أنواع: أحدها الكافة عن عمل الرفع ولا تتصل إلا بثلاثة أفعال: قل، وكثر، وطال) إلى آخر ما هنالك. وقال (ابن هشام) في تقسيم آخر: والثاني أن تكون مصدرية. وهي نوعان: زمانية وغيرها فغير

<<  <  ج: ص:  >  >>