للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الزمانية نحو: عزيز عليهم ما عنتم. ودوا ما عنتم. ضاقت عليهم الأرض بما رحبت. فذوقوا بما نسيتم لقاء يومكم. لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب. ليجزيك اجر ما سقيت لنا. والزمانية نحو: ما دمت حيا) وعسى أن يعلم الأستاذ من هذه الشواهد إن (ما) المصدرية تدخل على الماضي في الأكثر.

وقال: (وان المضارع يكون للاستمرار ولا يجوز هنا أن تقول طالما خدعتنا الدراري لأنها تخدعنا ولا تزال تخدعنا في كل حين فلا ينقطع الخداع بانقطاع زمن مضى كما يتصور هذا اللغوي العجيب) فأقول: ليس النزاع في استمرار خداع الدراري بل في عدم جواز أن يجعل الشاعر ما يكون في الحال قد وقع في الماضي بقوله طالما تخدعنا فإن (طال) ماض و (تخدع) مضارع.

وقال يوجه قوله (كفاكم نومة المنون) ردا على قولنا في نقده (يريد تكفيكم فانهم لم يموتوا بعد) بقوله (ولو أن هذا الأعجمي يقيم فهم الجمل العربية كما يفهمها السوقة والصبيان على الأقل لفهم أن العرب تقول: (هداك الله وعلمك العربية، وكفاك شر الادعاء) والأستاذ هو الذي لا يقيم فهم الجمل العربية فإن الأمثلة التي أوردها خاصة بالدعاء والعرب تأتي فيه على الأكثر بصيغة الماضي وأما قوله كفاكم نومة المنون فليس من قبيل الدعاء بل هو للأخبار فقد أورده دليلا على ما نهاهم عنه في الشطر الأول وهو قوله (لا تنقصوا ليله بنوم) فهو يريد لا تنقصوا بالنوم ليلكم فإن نومة المنون في المستقبل تكفيكم فهل يناسب الدعاء هذا المقام؟

وقال يوجه قوله (يمن الله سعيه من رسول) بقوله يتعدى يمن بنفسه ولهذا يجيء منه أسم المفعول على ميمون) فأقول لم يصب الأستاذ في كل ما جاء في ردوده إلا في هذه فإني اعترف إنه على صواب وأنا على خطأ والسبب أني عندما قرأت الكلمة (يمن) قرأتها بالتشديد لا بالتخفيف بناء على أن التام من تفاعيل البحر الخفيف هو فاعلاتن مستفعلن فاعلاتن.

وقال يوجه قوله (أذكرتني بك الكواكب) ردا على نقدي الذي قلت فيه (والصواب أذكرتني إياك فإن اذكر يتعدى بنفسه إلى مفعولين) بقوله: (أن الذكر مجردا ومزيدا يتعدى بالباء وكما جاء في القرآن الحكيم: (ولقد أرسلنا إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>