للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موسى أن أخرج قومك من الظلمات إلى النور وذكرهم بأيام الله). ولو كان الأستاذ صادقا لأتانا بشاهد لتعدية (اذكر) بالباء من آية أو بيت شعر أو قول إمام لغوي ولكنه أتى بمثال لتعدية ذكر من باب التفعيل وليس النزاع في تعديته بالباء.

ثم قال (أن الباء لا تكون للتعدية وحدها ولكنها تأتي لاثني عشر معنى وتدخل في بعض هذه المعاني على الاسم الذي يتبع الفعل المتعدي) وأورد شواهد منها قول الراعي في بيت له (لا يقرأن بالسور) وقول امرئ القيس (هصرت بغصن) وقول الأعشى (ضمنت برزق عيالنا ارماحنا) وقول القرآن العظيم: (ولا تأخذ بلحيتي ولا برأسي) وقوله (وهزي إليك بجذع النخلة) أهـ إلى غير لك. ومن العجيب أن الأستاذ لم يذكر معنى الباء هذه التي تدخل على الاسم الذي يتبع الفعل المتعدي في الشواهد التي استشهد بها. . . وإذا كانت هذه الباء التي قال الأستاذ إنها تدخل على الاسم الذي يتبع الفعل المتعدي ذات معنى فلا غرابة في أمرها ومن ذا ينكر دخول الباء الجارة على الاسم الذي يتبع الفعل المتعدي ولعله يريد إنها الزائدة للتوكيد وهذه ليست بذات معنى وتزداد في ستة مواضع. قال ابن هشام والثاني (من الستة) المفعول كقوله (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة وقوله (وهزي إليك بجذع النخلة) وقوله (فليمدد بسبب إلى السماء) وقول الشاعر:

نضرب بالسيف ... ونرجو بالفرج

وفي شرح مغني اللبيب أن الزيادة في المفعول غير مطردة. وأظن أن في هذا الدرس كفاية للأستاذ.

في (قواعد اللغة العربية)

جاء في هذا الكتاب (ومن اللفظ ما يدل على الجماعة ولا واحد له من لفظه ويقال له (اسم جمع) (كركب) أهـ. فأقول ليس الركب لا واحد له من لفظه لأنه ومفرده (راكب) وبذلك يخرج عن كونه (اسم جمع) ونظائره كثيرة مثل (صاحب وصحب وناصر ونصر وقائل وقيل وسائق وسوق) وربما لم يذكر النحويون هذا الوزن مع أوزان جمع التكسير.

الكاظمية: مصطفى جواد

<<  <  ج: ص:  >  >>