للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بسطوه قبلنا. ونقله تلك القاعدة البالية ورضاه بها من الجمود العصري لأن المولدين قالوا ذلك كثيرا. قال ابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة في المجلد الأول من طبعة مصر في الصفحة ٢٣: (هل يحسن تقديم خلق الجماد على الحيوان أم لا؟) ونحن لم نورد كلامه إلا لنظهر ما فيه من التناقض.

١٩ - وقال أحدهم: (فيجب على ذلك أن نهجر: الصفات الحشوية التي يفيد حذفها نحو (سخرية مرة) فأقول إذا كانت كلمة (مرة) صفة حشوية عند الكويتيب المذكور فكل الصفات التي وصف بها أسلافنا العرب (حشوية) عنده والقرآن العظيم مشحون بما كرهه من أوله إلى آخره. ولكنه لم يخجل من قوله (منشئ أحد الفروض يؤكد أن الضعف يؤدي إلى ارتكاب (القبائح السافلة)؟ فهل في القبائح (سافلة وغير سافلة)؟ هذا يدل على فكر سقيم وجهل عظيم.

٢٠ - وقال واحد: (والأفكار الناضجة المنيرة. لأن الإنشاء يمتاز لا محالة بمزايا صاحبه)

وليس من الذوق الحسن أن يصف الأفكار بالناضجة وبالمنيرة معا لأن الإنارة بعيدة عن النضج فالصواب أن يقول (الناضجة الطرية) أو (المحكمة المنيرة) وإذا كان ذوق الكاتب فاسدا فما يكون ذوق المستمع المسترشد له؟

٢١ - وقال أحد أدعياء الأدب العربي: (كان زهير سيدا موسرا حليما ورعا مؤمنا بالله (وعمر ومات قبل البعثة بسنة) فجعل الظرف متعلقا بالفعلين (عمر ومات) وبذلك يفهم أن زهيرا (عمر قبل البعثة بسنة ومات قبلها بسنة فيكون عمره (صفرا) والعياذ هو الله. فالصواب (عمر قبل البعثة ومات قبل وقوعها بسنة) ليكون الفعلان منفصلين بظرف زمان.

٢٢ - وقال من قال (عن الترقي الذي ترقيناه) وهذا مضحك كقول من قال (عن الصعود الذي صعدناه) لأن الترقي لا يترقى إليه والصعود لا يصعد عليه. والصواب عن (ترقينا) وهو أبلغ وأوجز من ذلك القول الواهن. أو (عن المرتبة التي ترقينا أليها).

٢٣ - وقال واحد (فيضطر بالطبع، للبحث عن معانيها) والصواب أن

<<  <  ج: ص:  >  >>