للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العرب أكثر من خمسين سنة بأمانة وصدق وهو الحفل الذي أذعنا قبل أشهر نبأه فرددت صداه الصحف في الشرق والغرب وتوالت من كبار المستشرقين في عواصم أوربة ومن المجمع العلمي

العربي في دمشق ومن مصر وسورية وإيران رسائل وبرقيات وقصائد يهنئون بها العراق ويستدلون على رقي أهله بتقديرهم لعلمائهم مهما اختلفت أديانهم ولا غرو فأن الأمة أخذت توسع خطاها لبلوغ شأن الذين سبقوهم في مضمار الحياة العلمية من الأمم الراقية بعد أن فقهت ما للعلم من الشأن في ترقية المجتمع وذلك برعاية جلالة ملكها المعظم فيصل الأول جعل الله عهد حكومته سلاما على الأمة وعصمة لها!

فليحيي الملك المعظم فيصل الأول ولتسعد الأمة في ظل عرشه الوارف!

كلمة كتوم اللجنة (سكرتيرها)

في ظل عرش صاحب الجلالة، وفي بيت فخامة رئيس الوزراء، وبإشراف معالي وزير المعارف، ورئاسة فيلسوف العراق وشاعرة الأعظم، وبمحضر هذه الوجوه الكريمة نكرم اليوم شيخاً من شيوخ اللغة وعلما من أعلام الأدب ورجلا أنقطع في ديره منزويا خمسين حجة يبحث خلالها في كنوز اللغة الفصحى ويدافع عن منزلتها وكرامتها دفاع الصب المغرب عن حبيبته بل دفاع الكمي الشريف عن عرضه وشرفه. في هذا اليوم المبارك نكرم رجلا عربيا عراقيا قد ترك الدنيا وما فيها من زخرف وبهرجة وجمال. واختفى في صومعة تارة يذكر اسم الله وطورا يقلب المعاجم اللاتينية واليونانية ويسترجع ما استعارته الأقوام من الأمة العربية ويسلها من مكمنها ويضيفها إلى أخواتها ويعيدها إلى وطنها الأصلي.

نكرم اليوم الأب أنستاس ماري الكرملي العربي محتداً وأرومة ذلك الرجل الذي خدم لغة القرآن منذ حداثته حتى كسته الأعوام إكليلا من أكاليل الوقار وهو (الشيب) الذي يلوح في رأسه وفي عارضيه. واحتفال هذه الوجوه الشريفة بهذا الرجل العالم دليل على أن العراق الواثب الناهض السباق إلى كل مكرمة يقدر علماءه وعظماءه على اختلاف نحلهم وعقائدهم حق التقدير

<<  <  ج: ص:  >  >>