فإذا كان من الحق على العالم العربي اليوم أن يكرم عالمنا الفذ، وأكبر مضح بعمره وماله، فأنه يكرم عنصرا قويا لا ندري ماذا كنا نكون لولاه،
نعم إن هذه النهضة الحديثة أخذت الآن تتحول إلى ناحية حديثة من الثقافة المعنوية الفلسفية، ولكنها في حاجة عظيمة إلى ذلك الأب البار يرؤمها ويرقبها في سبيلها، خوف الاضطراب والشذوذ والعثرات التي كثيرا ما تعترضها، اللهم إنا نحتسب عندك هذا العمر الذي أنفقه وذاك الجهد الذي قاساه ونرجو أن يمد الله عمره حتى يتم ما بدأ، ويصل بهذه الروح الشرقية إلى دور النضج التام.
فباسم مصر، وباسم الشرق، وباسم اللغة العربية، وباسم الآمال التي نعقدها على حياته. . . نقدم له أنفسنا مخلصة، ووفاءنا خالدا ونتقدم إلى لجنة الحفل بالمقترحات الآتية للسعي معنا في تحقيقها:
١ - أن يعين في الجامعة المصرية أستاذ الفقه اللغة العربية.
٢ - أن تعنى لطبع مؤلفاته ونشرها.
٣ - أن تحتفظ بخزانة وتسعى في الانتفاع بها.
٤ - أن يكون هذا التكريم في كل من مصر والشام والعراق وغيرها من الأقطار العربية تكريما عمليا مؤديا للانتفاع الأوفى بآثاره الغراء.
الإسكندرية في ٢ أكتوبر سنة ١٩٢٨: أحمد الشايب
من الدجيلي
حضرة سكرتير لجنة تكريم الأب انستاس المحترم
بعد السلام فإني أشكركم على تقديركم إياي باللياقة للاشتراك في الاحتفال الذي ستقيمونه في بغداد في اليوم السادس عشر من شهر أيلول من هذه السنة ومن حيث أني في لندن والشقة بعيدة بيني وبينكم وكثرة النفقات تمنعني من