الحضور في ذلك الاحتفال الميمون رأيت أن استعيض بالكتابة عن الحضور بالنفس، متأسيا بقول من قال:(المراسلة نصف المواصلة) فإذا رأيتم ما كتبته مستحقا للقراءة والنشر فافعلوا ذلك وإلا فألقوا به عرض الحائط واتركوه في زوايا الإهمال وأنا لكم من الشاكرين. وفي الختام أهدي جميع أعضاء لجنتكم المحترمين السلام.
لندن ٣٠ آب ١٩٢٨: المخلص كاظم الدجيلي
سيدي وأستاذي العلامة معالي الرئيس المحترم
سادتي المحتفلين الكرام
إن تكريم الأحياء سنة قد جرى عليها الأولون والآخرون من البشر والقصد منها تشجيع الناس على إتيان الأعمال العظيمة التي يستفيد منها وطنهم وأبناؤه.
ولما كانت النفوس تميل - بطبيعتها - إلى تعظيمها وتبجيلها أخذت تسعى في مصلحة مبجلها والمعترفين بجميلها عليهم. وبهذه السنة صارت مصالح الفريقين تتبادل وقوادهم تزداد ومنافعهم تتكاثر. إلا أن سنة التكريم هذه لم تدم في الشرق كدوامها في الغرب الذي ازداد اعتبارها وعظم شأنها فيه. ولا غرابة في ذلك إذ التربية والآداب في الشرق انحطت فأنحط كل شيء بانحطاطها.
أما في الغرب فالحالة على خلاف ذلك حيث ترى للتربية والتعليم حياة راقية وآدابا سامية.
إننا في تكريمنا حضرة العلامة الأب انستاس - الذي هو أهل لذلك - نكرم في الحقيقة سواه من أبناء العراق إذ نبعثهم بعملنا هذا على الاجتهاد في إبراز الأشياء النافعة للجمعية العراقية خاصة والبشرية عامة بحيث تكون تلك الجمعية شاعرة كل الشعور بوجوب تكريمهم واحترامهم.
إننا في تكريمنا حضرة الأب أنستاس نثبت لأبناء العراق النبهاء العمل بقوله تعالى:(من يعمل مثقال ذرة خيراً يره).
إن للأب أنستاس فضلا على كثير من شبان بغداد بل العراق وكتابه الحاضرين إذ درب
الكثيرين منهم على معرفة الآداب العربية وحسن الإنشاء بها بل النبوغ فيها، وأنجى بصنعه الجميل نبغاء الكتاب من الوقوع في أغلاط كانوا يجهلونها قبله