للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

المدة أيضا واسترحموا من (اربانس الثامن) ثم من بولص الثاني أن يجعلا اليوبيل أنواعا. ومنذ ذلك الحين بدأت النصارى تحتفل بذكرى اليوبيل كل ٣٣ سنة مرة إكراماً للسنين التي قضاها السيد المسيح (ع) على الأرض وبمرور كل ٢٥ سنة مرة (أي كل ربع قرن) وهي العادة الجارية اليوم فأنهم يحتفلون بيوبيل كل كبير ديني عندهم إذا قضى في منصبه خمسة وعشرين عاماً.

ومن اليوبيل الديني أشتق الملوك والعظماء والأدباء اليوبيل المدني وجعلوا أنواعه أربعة هي:

١ - اليوبيل الفضي: وهو الذي يقام في حفلة شائقة لكل من أدى للوطن وللبلاد خدمة جليلة مدة ٢٥ سنة.

٢ - اليوبيل الذهبي: وهو يقام للذي يؤدي خدمة جليلة مدة ٥٠ سنة متواصلة.

٣ - اليوبيل الألماسي: وهو الذي يمنح لمن يخدم البلاد والوطن ٧٥ سنة متتالية.

٤ - اليوبيل القرني: لمن مضى على حياته مائة سنة وهو جاد في خدمة البلاد والوطن.

وقد سبقت مصر بقية الأقطار العربية - شأنها في جميع الأمور - فأكرمت بحفلة يوبيل أول أديب عربي نعني به المرحوم سليمان البستاني صاحب المؤلفات القيمة. ومنذ ذلك الوقت أعتاد أدباء العرب أن يكرموا رجالاتهم بحفلات يوبيلية. ومن مصر أنتقل اليوبيل إلى سورية ومنها إلى العراق.

ولم تقم حتى الآن أية حفلة يوبيلية لأي أديب أو شاعر عراقي. ولكن الهمة الناشطة التي بذلتها جماعة من أدباء بغداد وفضائلها لإقامة حفلة يوبيلية تكريما للعلامة الأب أنستاس ماري الكرملي صاحب (لغة العرب ببغداد) بعثت في القلوب فرحا وحبورا إذ شعر العراقيون بضرورة تقدير خدمات الذين أفنوا أعمارهم وقضوا أوقاتهم في سبيل خدمة بلادهم خدمات جليلة مشكورة. إن كنا قد جهلنا أثمانها وفوائدها الأدبية فالتاريخ مسجلها لحضراتكم بمداد الفخر والمباهاة إذ أنه سيد المنصفين.

<<  <  ج: ص:  >  >>