للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اللغة العربية في يوبيل الأب أنستاس

رأيتها واقفة وبيدها بوقها الذهبي تنفخ فيه لتسمع الأمم بهذا العيد الخمسيني وتتباهى بحبيبها البار.

هي الفتاة المعروقة غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

رأيتها واقفة بين المهنئين رافعة صوتها المطرب وهو من ذوات الأوتار تبشر أبناء يعرب بهذا (اليوبيل الذهبي) مقبلة عليهم بمحياها الوضاح ووميض التبسم مرتسم على فمها الحلو الذي لا يبرح يسقي بلماه العذب قلوب محبيها!

هي الفتاة المعشوقة غزالة الصحراء! هب لغة الجدود!!!

رأيتها واقفة أمام المجتمعين تخطب وصوتها يرن في آفاق القلوب، وهو من ذوات الأوتار مشمرة عن ذراعيها كأنهما جمارتان تلوح بهما نحو الجهات التي يسكنها أبناء الضاد المتفرقين هنا وهناك، تناديهم (ألا هبوا من رقادكم يا نيام واجتمعوا في نادي لأسمعكم حديث نفسي وأبثكم أسرارها.

هي الفتاة العربية غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

سمعتها تقول إلا أنصتوا لنبوتي:

أيتها الأمم إلى متى وأنتم متفرقون بعلة (برج بابل)؟ أليس الإنسان أخاً الإنسان؟!

هلموا وانضموا تحت راية وحدتي واحتشدوا في ساحتي الرحبة متصافحين يدا بيد متفاهمين فما أنتم، بدلا عن هذا التنافر من جراء هذه العجمة، كل واحد منكم كأنه الأخرس مع أنه طلق اللسان أو مثل الطفل أمام الطفل لا يفهم مراما. آه وألف آه!

<<  <  ج: ص:  >  >>