للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أنا الفتاة العربية غزالة الصحراء! أنا لغة الجدود!

صاحبت الأجيال وأنضجتني الدهور فازددت جمالا كما ترون، وأنتم الذين لا ترون جمالي اقتربوا مني تبصروا في بديع جلاله، والله أنا لغة الإنسان الأعلى (السبرمان)! أنا لغة الفردوس الأرضي!

والله أنا لا غير سوف أجمع في الأخير كلمة الأمم، فلا بأس بأختي (الأسبرانتو) فهي مقدمة الزاحف لا غير إلى حظيرة الإنسانية، ويحرم عليها الدخول في بيت (قدس الأقداس) قبلي! بل أنا داخلة إليه بجماهير الأمم فيه.

هي الفتاة الجميلة غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

سمعتها تقول وقولها ملؤه الحنان:

ألست أنا فتاتكم؟ أواه!! لماذا أنتم عني منصرفون؟ أناديكم ولا تجيبونني كأنني عجوز درداء شوه الدهر محاسنها، ألست أنا ربيبة أولئك الأباء الباسلين وسليلة تيك العرائس الأوانس؟

أترون جمالا خيرا من جمالي؟

أهذه سنة العشاق؟ أهذا جرى بين الأحباب في سابق الزمان؟

والله أن هذا لهو العجب العجاب!

هي الفتاة الجميلة غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

سمعتها تقول:

أنا أحصل على أرديتي بعرق الجبين وفتيات الأمم تتردى أرديتها وتتزيا بأزيائها بلا عناء وكلها مهيأة وذلك بثمن زهيد من أسواقها القائمة، ومع هذا أني حافظت على جمالي لئلا أبرز إليكم مبتذلة مشوهة الهندام قدام الأمم. وبودي أن أظهركم جميلين معي أمام الناس، من منكم تقرب إلي ولم أبرزه للناس جميلا، هذا علي بن أبي طالب، هذا الجاحظ، هذا جبران، هذا المنفلوطي، هذا الريحاني أينقصهم جمال؟

<<  <  ج: ص:  >  >>