للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

أالذنب ذنبي؟ أجيبوني يرحمكم الله!

أنا الفتاة الجميلة غزالة الصحراء! أنا لغة الجدود!

سمعتها تقول:

أي: أولاد عدنان، ألم تخجلوا من أسمالي وملابسي هذه الرثة حينما أبرز أمام الأمم، فما لكم لا تذهبون إلى أسواق الأمم تبتغون لي أحسن الحلل اللائقة بي وغوالي الطيب لا تطيب بها واثمن العقود لا تجمل بها في هذه الحياة؟ لأن زي هذا العصر غير الزي الذي أنا متزينة له، فأبدلوه بل مزقوه يا كرام!

لا لا تستدلوا على فقري من منظر أرديتي فتقولوا أنها معدمة، بل أن حقائبي أمامكم كلها مملوءة من الدينار الفتان والدرهم الرنان، هاكم تزودوا منها ما شئتم فعليكم الحركة ومني البركة.

أنا الفتاة الجميلة غزالة الصحراء! أنا لغة الجحود!

سمعتها تقول وبيدها سورة من سور العتاب: (وأبيكم، وهو قسم، لو تعلمون عظيم! لولا نفر من عشاقي وهو مبعث أحلامي ومصدر رجائي لهجرتكم هجر الرائل سغيبته. ولكن هذه صبابتي وهذا العشق المتبادل بيننا جعلني أرغب في البقاء وأصبر على مضض إعراضكم عني الذي - والله - علي لا شيء، فالله الله بفتاتكم!)

هي الفتاة المعشوقة غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

رأيتها واقفة أمام جماهير محبيها الذين لبوا نداءها القدس، سمعتها تقرأ آية من آيات الحب:

(ألا انظروا أيها الأحباب إلى هذا الحبيب أتعرفون من هو؟ هو إذا ذكرته في نواديكم المقدسة فمن المحتم أن يقرن اسمه باسمي لأنه هو أنا وأنا هو.

أليس هذا هو الحبيب؟)

هي الفتاة الجميلة غزالة الصحراء! هي لغة الجدود!

<<  <  ج: ص:  >  >>