للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

والفارسية والتركية والصابئية وهو صاحب مجلة (لغة العرب) الطائرة الصيت والمنقطعة النظير صاحبة الأيادي البيضاء على كثير من الكتبة والمؤلفين.

وقد ذاع فضله في الشرق والغرب فألحت عليه بعض المجامع العلمية في الانضمام إليها والعمل وإياها فلم يلب إلا طلب مجمع الشرقيات الألماني ومجمع العربي العلمي بدمشق وذلك لضيق أوقاته.

وقد أنفق عمره في التأليف حتى بلغت مؤلفاته الثلاثين مجلدا ولسوء طالع العربية استولى الأتراك أبان الحرب العالمية على هذه المؤلفات الثمينة وجعلوها طعام النار فلم ينج منها إلا القليل.

وقد جاب الأفاق والأمصار سعيا وراء الحصول على الكتب الخطية النفيسة فجمع منها في مدة أربعين سنة ما كلفه نحو ثمانية آلاف ليرة ذهبا وقد بلغ عدد المجلدات على أنواعها أثني عشر ألفا أتلفت يد الأتراك الأثيمة في ٧ آذار سنة ١٩١٧ معظم تلك الكنوز النادرة.

فلا عجب إذا كانت الحكومة العثمانية تنظر إليه شزرا وقد أعلى منار لغة العرب جاعلا لأبنائها رابطة تفاهم وعلم وأدب ولا بدع إذا كانت تتحين الفرص لتوقع به وتثأر لأبنائها منه.

فلم تكد تدور رحى الحرب العالمية وتعلن الأحكام العرفية في البلاد العثمانية ويخلو الجو لحكومتها حتى ساقته في طليعة من ساقتهم إلى بلاد الأناضول السحيقة ملتقى رجال العلم

والفضل والوطنية في ذلك العهد المشؤوم وقد أجتاز في طريقه إليها بحلب حيث جعل سجنه في الغرفة القذرة المظلمة الكائنة تحت درج دار سجن الولاية وترامى خبره إلى الطيب الذكر المرحوم السنيور كاوتيري قنصل دولة إيطاليا بحلب فأخذ يعمل سرا على تخليصه إذ لم يكن في وسعه أن يتوسط علنا لدى المراجع الإيجابية لأن إيطاليا كانت في ذلك الحين على أهبة الانضمام إلى صفوف الحلفاء وكانت حكومة الأتراك حانقة عليها تعمل على كيدها. فأتى دار المطرانية المارونية حيث اختلى بصاحب السيادة المطران ميخائيل أخرس رئيس أساقفة الموارنة وبعد المفاوضة قر رأيهما على إرسال القس اغناطيوس سعد صاحب هذه المجلة إلى افتقاد السجين في سجنه ومراجعة ترجمان الولاية في أمره فذهب كاتب

<<  <  ج: ص:  >  >>