للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

باذلا مهجته منذ صباه باقتباسها.

دخل المحتفل به مدرسة الأباء الكرمليين ثم مدرسة الاتفاق الكاثوليكي وفي هاتين المدرستين رضع افاويق الفضائل فشاهده إذ ذاك رئيس الكرمليين ميالا إلى التقى ولوعا بالتحلي بها فأقترح أن يرسل إلى بيروت فقصدها سنة ١٨٨٦ وانخرط في سلك تلاميذ المدرسة الأكليريكية اليسوعية وهناك أفرغ كنانة المجهود في اكتساب الفضيلة فتجلت تقاه بأجلى مظاهرها.

بل ما يدل على تقاه ترهبه في في بلجكة واقتباله درجة الكهنوت في ولا حاجة هنا إلى أن أبين ما أبداه من التقى في هذين الديرين فهي التقى التي جعلته راهبا وكاهنا معا.

آب المحتفل به إلى موطنه بغداد فتقلد زمام إدارة المدرسة الكرملية وأخذ يعلم بجد وفي الوقت نفسه كان يلقن تلاميذه مبادئ التقى المتغلغلة في صدره منذ نعومة أظفاره.

ترك إدارة المدرسة وشرع يعظ على المنابر حاثا الناس على الزهد والتقى واقتباسهما والعمل لهما.

أجل! القوا نظرة إلى لباسه، ألقوا نظرة إلى حياته اليومية فالتقى دليله ليل نهار والزهد خليله كل ساعة ودقيقة وكم شاهدت في غرفته من التقشفات ولا سيما أيام الرياضيات السنوية.

هذا ولا أريد أن أسرد ما قاساه أيام منفاه من الجفاء والقساوة من قبل القائمين بشؤونه أما هو فما كان ينبس ببنت شفة بل كان يتحمل كل ذلك بتقى وصبر.

واليوم كم يقاسي من المنتقدين وكم يحطون من منزلته العلمية وربما بالغوا في طعنه أما هو فلم يقابلهم كما يقابلونه بل يجيبهم بحلم ماؤه التقى.

فهذه وتلك براهين قاطعة وأدلة ساطعة على منتهى تقاه.

الأسر أيها الكرملي إلى الإمام سر ولا تلتفت إلى الوراء فأن أقوال المتخرصين تذهب أدراج الرياح أدامكم الله لرفع شأن بلادنا العراقية.

بغداد: رفائيل بابو اسحق

<<  <  ج: ص:  >  >>