للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

من الأستاذ المحقق حبيب الزيات

من رسالة له:

. . . وقفت في مجلة الآثار على خبر إقامة أدباء العراق يوبيلا لك في بغداد. فما ترى كان فكرك عن سكوتي؟ بيد أني أوكد لك إنه لم يخطر على بالي أن تكون هذه الحفلة في هذه السنة وإلا لقمت بما يطلبه مني واجب الصداقة ولبعثت إليك بوفد الأدعية وبما يكنه صدري من الإعجاب بك وحبي لك وتعلقي بك ذاك التعلق الموسوم بطابع الإخلاص والاحترام.

ولا جرم أنك تعفو عني لانزوائي عن الناس ولما يتقاذفني من أمواج هذه الدنيا، إذ أراني معذبا أي عذاب، منذ أن قدمت إلى الإسكندرية وتركت أهلي في فرنسة. على أن الأبطاء في مجيئي هذا إليك لا يألم شيئا من تهانئي الحارة الخالصة من كل شائبة. فأتمنى لك العمر الطويل خيراً للغة ولشرف العلم الشرقي ولوداد المعجبين بك الكثيرين. . .

من رسالة ثانية له:

. . . بما أن لجنة اليوبيل عينت اليوم ال ١٦ من أيلول لإقامة ذلك المهرجان فلماذا ذكرت بعض المجلات كالآثار مثلا أن ذاك العيد أقيم وتم في يومه المعين؟ وإذا كان هناك لجنة فلماذا لم تبلغ إلى أصدقائك العديدين كلمة تبعث بها إليهم منذ أول هذه السنة ليتسنى لهم تهيئة مباحث جدية إكراما لك واحتفاء بك على غير طريق الخطب والمقالات والقصائد؟ وإذا كان قد زرع مثل هذا البلاغ فليس لي ما ألوم به اللجنة الموقرة لأنها فكرت بإيصاله إلى الأعيان البارزين من أبناء الوطن العزيز أو إلى الممتازين بتآليفهم في الآداب الشرقية. أما أنا فقد نسيت لأن جل همي التجارة. على أنه يحق لي أن أحتج وأحتج بكل قواي لكوني صديقك الحميم وما كان يجدر باللجنة أن تجهل صديقا يعرفك منذ أمد بعيد ويعجب بعلمك ودرايتك ولهذا أتيتك لأظهر لك ما يكنه صدري من الحزن والألم بهذا الصدد.

لو كنت واقفا على حقائق الأمور كما وقفت عليها الآن لكنت هيأت لك بحثا

<<  <  ج: ص:  >  >>