براحي فريسة يتعلق بتاريخ بغداد حيث يكون بحثا وجيها لا يحتقره الأدباء ولا المستشرقون أبناء الغرب، ويظهر للجنة البغدادية في الوقت عينه أن في أبناء دمشق الفيحاء من يقدر عظيم القدر عاصمة العباسيين ومن فيها من أنجالها الكرام المشهورين بالظرف والعلم والأدب.
ويسوءني أن أراني الآن في حالة لا يمكنني أن أخرج بها عن دائرة الأشغال التي ألقتني يد الدهر فيها ولعلني أبقى فيها إلى شهر أيار من السنة القادمة ١٩٢٩ فأتمكن من القبض على ناصية الأعمال وأعود إلى مقامي في فرنسة.
إذن آتيك معتذرا عن القيام بمبحث خاص بك طالبا من المولى عز وجل أن يعوض عني بآلائه أضعاف الأضعاف ويغمرك بفيض نعمه أنه سميع مجيب. . .
حياة الأب أنستاس ماري الكرملي وخدمته للعلم وللغة العربية
أيها المحفل الكريم!
اسمحوا لي أن اسمي اجتماع هذه النخبة الصالحة من رجال الدولة والفضل وأخوان العلم والأدب بالمظاهرة القومية التي تتجمد فيها العروبة ويعلو شأن الوطن. وكيف لا يكون ذلك ويجتمع شملكم في عهد الملك فيصل الأول الهاشمي، وفي دار الرئيس السعدون العربي الصميم، بإشراف الوزير السويدي العباسي، وبرئاسة شاعر العرب الفيلسوف، في تكريم من أحتسب حياته لخدمة لغة القرآن الكريم، فلتحيي العروبة، وليحيي كل عامل في سبيل العرب ولسانهم المبين.
موضوعي حياة المحتفل به الأب أنستاس ماري الكرملي وخدمته للعلم واللغة العربية.
في موضوعي مجال للإسهاب ولكني محصاة علي كلماتي حرصا على وقتكم لذلك سأوجز في القول وسأجاوز المقدمات والتمهيدات ففي حضرتكم وأنتم صفوة أهل الفضل والأدب يتناول الموضوع تواً من غير مقدمات، أي على