للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الطريقة الإنكليزية - في الخطابة والكتابة طبعاً.

ولد الأب أنستاس في بغداد في ٥ آب سنة ١٨٦٦ وسمي بطرس، فلما بلغ الثامنة من عمره دخل مدرسة الآباء الكرمليين وفي هذه المدرسة ومدرسة الاتفاق الكاثوليكي تعلم التعليم الابتدائي حتى إذا رآه مدير مدرسة الكرمليين ولوعا باللغة شاديا في آدابها، أختاره

لتدريسها وهو ابن ست عشرة سنة فقط. وما برح يدرسها إلى هذا اليوم أي مدة ٤٦ عاما وقد تخرج على يده تلاميذ أولعوا بالعربية وطفق في ذلك الحين يكاتب بعض الجرائد كالبشير والصفاء والجوائب بالمقالات الأدبية واللغوية باسمه الصريح أو بأسماء مستعارة. وقصد سنة ١٨٨٦ المدرسة اليسوعية الألكيريكية في بيروت حيث تفرغ لتدريس العربية ودراسة اللغتين اللاتينية واليونانية.

ومن هنا رحل إلى في بلجكة فترهب، وانتقل بعدها إلى لاغتو قرب نيس في كورة جبال الألب البحرية وفي الدير الكرملي هناك وتعلم الفلسفة وأنجز الدراسة اللاهوتية والفقهية في مونبليه وسيم كاهنا باسم الأب أنستاس ماري الألياوي.

وبعد أن قسس غادر فرنسة فقام برحلة في بلاد الأندلس وأطلع على مخلفات المجد العربي ثم آب إلى موطنه بغداد فتولى إدارة المدرسة الكرملية وتعليم العربية والفرنسية فيها كما أخذ على عاتقه الوعظ في الكنيسة، والبحث والكتابة في لغة القرآن.

وما لبث أن ترك إدارة المدرسة وتفرغ للوعظ والكتابة والتأليف فشرع يكتب المقالات اللغوية والعلمية في الجرائد والمجلات العربية والفرنسية وليست هناك مجلة عربية راقية إلا وقد حملت بين دفتيها بحثا للأب أنستاس الكرملي ولكنه عادة لا يوقع مقالاته باسمه الصريح لاعتبارات مختلفة أهمها ثوبه الرهباني ولعلي لا أخطئ خطيئة مميتة إذا ما أبحث في هذا الموقف بسر تواقيعه المستعارة فهي كثيرة اذكر منها: (الشيخ بعيث الخضري، وساتسنا، وأمكح - والاسم مؤلف من أول حرف لكلمات اسمه الكامل - وكلدة، وفهر الجابري. ومستهل ومتطفل، ومنتهل، ومبتدئ، ومحب الفجر، وابن الخضراء) والذي يطالع

<<  <  ج: ص:  >  >>