يا صاحب الفخامة ويا أصاحب المعالي ويا سادتي الأفاضل،
أول كلمة أنطق بها: الشكر لجلالة مولانا سيدنا ملكنا المفدى فيصل الأول، الذي لا يزال يحبب العلم ويرقيه في مملكته، ويبث لغتنا الكريمة بين ظهراني تبعته، ويرغبهم فيها بجميع الوسائل الممكنة. وما هذا الاجتماع إلا من جملة أدلة تشجيعية لمن يعنى بلغتنا الحسناء، وينشرها في طبقات الناس، أن بين الاقربين، وأن بين الأبعدين.
والكلمة الثانية التي أفوه بها: شكري لصاحب الفخامة عبد المحسن بك آل سعدون العربي الصميم الذي عرف روح متبوعنا الأعظم وأمنيته لإتقان لساننا فأخذ على نفسه وفي رعايته إقامة هذه الحفلة الدالة على حبه الجم للوطن وقومه ولغته، ولكل من يسعى في نشر هذا الحب بين وطنييه.
ولا أنسى فضل أصحاب المعالي الآخرين الكرام، وأعياننا، ونوابنا الأماثل الذين شرفوني بحضورهم هذا، وأخص بالذكر صاحب المعالي البارزة: توفيق بك السويدي، وارث العلم كابرا عن كابر، ونافخ ضرمه في صدور أبنائنا بلا فرق فيهم ولا تمييز. وهذه خطبته البليغة شاهدة على ما أقول، إذ أن كل درة تدل على سامي فكره وتقديره للمنتسبين إلى العلم، وأن لم تكن تلك النسبة مما يليق بهم كانتساب هذا العاجز إليه.
ثم أني أشكر حضرة أستاذي المكرم، فيلسوف العراق وشاعره الأكبر جميل صدقي الزهاوي لعنايته بهذا اليوبيل، وأشكر اللجنة التي قامت بتحقيق هذه الفكرة. وأخص منها بالذكر الأستاذ المحبوب، تلميذي المهذب، أحمد حامد أفندي الصراف مدير مطبوعات الحكومة العراقية.
وبعد هذا يحق لي أن أقول: يا سادتي الأجلاء.
إن أحب امرؤ إنساناً لم ير فيه غير المحاسن، وأن كرهه لم يجد فيه سوى المساوئ وقد احسن أحد شعرائنا في قوله: