للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بانتظام للاسترشاد بآرائه الصائبة ومباحثه السديدة، وهي ثقة عالية تفرد بها العلامة الكرملي بين أئمة اللغة العربية المعاصرين، ولا تستكثر على عالم جليل مثله متبحر في فقه لغات جمة ما بين شرقية وغربية. إلى جانب تبحره الفذ في علوم العربية.

وقد أطلعنا على النداء البليغ الذي وجهه إلى الأدباء عامة الأستاذ الشاعر الفيلسوف الكبير

جميل صدقي الزهاوي رئيس لجنة الاحتفال، ولحظنا أن هذه اللجنة قريبة التأليف، ولكن كان بودنا تأجيل الاحتفال حتى مستهل السنة الميلادية الآتية ليوافق هذا أيضاً مستهل المجلد السابع (للغة العرب) فتكون المناسبة أتم. وتتاح بهذا التأجيل فرصة لاشتراك أدباء العربية في جميع الأقطار اشتراكاً محسوساً لأن علم الكرملي أو فضله ليس مما تحصره بغداد حتى ولا العراق بأسره.

وقد اغتبطنا لإسناد رئاسة لجنة الاحتفال إلى العلامة الزهاوي فهو قرين صديقه الأب الكرملي في الفضل وذيوع الصيت، كما أنه قرينه في كثرة الحساد له والمتحاملين عليه من أطفال الرجال والمغرورين المفتونين بالشهرة والعظمة على حساب غيرهم!. . .

وبديهي أن العلامة الكرملي في غنى كلي عن مظاهر هذه الحفاوة، فهو شيخ وقور متواضع دمث الأخلاق لم يعرف عنه في حياته المباركة أنه حفل مرة بالدعاية لمجهوده القيم. وكم من مرة وافى (المقتطف) وغيره من كبريات المجلات بمباحث لغوية وأدبية شائقة مكتفيا بتذييلها بإمضاء مستعار مثل (فهر الجابري) و (كلدة) ونحو ذلك، بينما جمهور الأدباء كان يكبرها إكبارا غير عالم بشخصية كاتبها الجليل المستتر تواضعا وتفانيا في خدمة العلم والأدب فلا فائدة إذن لمثل الكرملي من احتفال هو في غنى عنه، فمنزلته أسمى مرارا من أي احتفال، وإن لم ننكر أن لمثل هذا الاحتفال فائدة أدبية جليلة تعود على سمعة القطر العراقي. ولكن الفائدة تتحقق أيضاً لفضيلة المحتفل به إذا هي وجهت بالذات نحو أعماله القيمة، فتقدم المساعدات المالية إلى مجلته اللغوية الفريدة التي سدت فراغا عظيما في خدمة فقه اللغة وآدابها، ويعاون فضيلة الأب على نشر

<<  <  ج: ص:  >  >>