للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

نكتفي بالتلميح إلى هذه الأمور تاركين التوسع إلى فرصة أخرى.

وأما أنه خدم الأدب العربي فأني لا أعرف أحداً يستطيع أن يخدم الأدب وأستحق عليه التكريم. إلا الأديب المتبحر لمعرفة أسراره وتحليل مزاج الأمة العربية وبحث ادواها (كذا) وفحص روحياتها. والكرملي وأن حذق بعض الألفاظ ووعى بعض التراكيب فأنه غريب عن فهم معاني الأدب وهو فقير إلى طرق التفكير في مناحي الأدباء ومعرفة مذاهبهم وأغراضهم وتتبع أحوالهم وخصائهم (كذا).

وما ظلم الأدب قديمه وجديده إلا الشيخ الزهاوي (كذا) وحملة رباعيته ودعاة قريضه المفلوج فقد اسمعونا أنهم يكرمون الأدب في العلامة الكرملي!! وما كنت أعلم أن الأدب خلع مذخرة في حقائب الفيلسوف! يكسوها للعراة الحفاة متى شاء وما كنت أظن أن الزهاوي الذي يستقل لنفسه لقب الأديب ويأنف أن يشاركه فيه غيره - وإن كان من أعظم الأركان والأساطين - يندفع للتهكم على الأدب فيصف به الكرملي، ويسخر على الأدباء فيخلع على صديقه في حفلة اليوبيل شعارهم وشعارهم لا يخلع على الجامدين، ولا نعلم لماذا يسف الفيلسوف إلى هذه المقاصد وما هي الغاية من هذا المهرجان؟

لقد خاب الأمل بالزهاوي فيا ضيعة الرجاء وعقيدتي وهي عقيدة جمهرة الأدباء (كذا) أن

الزهاوي الذي أقدم على تلفيق حفلة اليوبيل متوسلاً في ذلك بألف وسيلة وألف شفيع قد سجل له في أخريات حياته مثلبة ليس لها نظير بين المثالب المحفوظة في التاريخ وكنت حريصاً أن لا تمس شيخوخته المتوجة بالظرف وأن لا يكون أحدوثة غير حسنة للأجيال المقبلة.

<<  <  ج: ص:  >  >>