أفندي بطي وسرد لنا في خطاب وجيز فصيح ترجمة المحتفل به، وهب تلوه من كرسيه حضرة الأستاذ الزهاوي شاعر العرب وعندليب العراق وأنشد قصيدة عصماء اهتزت لها الألباب طربا وارتياحا لما جمعت من المعاني الجليلة والمباني البليغة والمبادئ القويمة بحيث أنه اضطر إلى إعادة بعض أبياتها دفعتين أجابه للمعجبين بكلامه والصارخين إليه (أعد أعد) ثم خطب صاحب المعالي توفيق بك السويدي العباسي خطابا شرح فيه فضل الأب أنستاس على اللغة العربية بدقيق أبحاثه.
وختم هذا الاحتفال حضرة الأب صاحب اليوبيل المحترم بكلمة شكر وتواضع وجهها إلى جماعة الحاضرين فأحببنا أن نزفها بنصها إلى قراء نشرتنا الكرام في آخر مقالنا هذا.
ولي أنا محرر هذه الوضيعة كلمة أقولها في شكر حضرة الأب أنستاس ماري الكرملي المحترم في فرصة يوبيله الذهبي الميمون على ما له علي أيضاً وعلى نشرتي خاصة من الأيادي البيضاء إذ أنه لا يزال يحور بدون ملل وكلال كتاباتي كافة وينزهها بل يعصمها على قدر الإمكان من الأغلاط النحوية واللغوية ويزيح لي الستار عن أغلاط الكتب والكتبة بل عن أغلاط المعاجم عينها. وكل مرة قصدته في حاجة رأيته يرحب بي كل الترحيب
تاركاً أشغاله الخاصة ليتفرغ لأشغالي الشاقة التي كثيراً ما أتعبته بكثرة التنقيب والتدقيق والتفتيش إذ لا يريد أن ينص نصاً إلا يتأكد صحته ويتحقق متانته فأضم إذن اليوم صوتي إلى أصوات جميع المقرظين إياه شرقاً وغرباً لأهنئه معهم بما حصل عليه بجده الحثيث واجتهاده الطويل من وسيع المعارف في آداب اللغة العربية ودقائق معانيها وفصيح مبانيها.
حفظه المولى وأطال أيامه فخراً للنصرانية وإعلاء لشأن اللغة العربية التي أغرم بحبها واكب على درسها منذ نعومة أظفاره فرفعت منزلته وأذاعت صيته في الخافقين وخلدت اسمه في الصحائف والمجلات وإلينا كلامه بعينه شاهداً صادقاً على صحة قولنا:. . .