كل عوائد الغرب اللطيفة أصابها المسخ منذ وصلت إلينا، ومن ذلك الاحتفال بالأعياد الخمسينية للعلماء.
نفهم أن يحتفل العالم العربي بمرور خمسين سنة على وجود مجلة المقتطف ونفهم أن يحتفل كذلك بالأستاذين عبد الله أفندي البستاني وجبر أفندي ضومط. ولكن لا نستطيع أن نفهم قيام الأستاذ الزهاوي وبعض الذين لا يكاد يعرفهم أحد نشر الدعوة للاحتفال بانستاس الكرملي في بغداد!!
ماذا صنع الكرملي للعلم العربي واللغة العربية غير التشويه ودس الألفاظ الملفقة وانتقاص علماء العصر واحداً بعد واحد؟ (كذا بحرفه)
إذا لم يجمع أهل المرء وسكان وطنه على أنه يستحق التكريم فهو بلا شك لا يستحق التكريم وما رأيناه دعوة صادفت أعراض الجمهور كدعوة الأستاذ الزهاوي هذه (كذا). ومن شاء أن يتبين الخبر فما عليه إلا مطالعة صحف بغداد. فأي تكريم عمرك الله يوم في بلد لا تعضده الصحف المحلية؟ (كذا)
ليت الأستاذ الزهاوي يلم نفسه ولا يعرض اسمه المحترم للقيل والقال، وإلا فهذه صحف بغداد أخذت تتهمه بأنه يريد بهذه الحفلة للكرملي أن يقوم هذا فيدعو إلى حفلة مثلها للزهاوي!! فهل يعجب الأستاذ الزهاوي هذا الصيت اللطيف؟!
عدول الأستاذ الزهاوي عن تكريم الكرملي
عنها أيضاً في عددها الصادر في ١١ أكتوبر ١٩٢٨
ذكرت صحف العراق أن الأستاذ الزهاوي عدل في آخر لحظة عن رياسة حفلة التكريم هذه التي كنا وجهنا إليه أشد اللوم من أجلها.
وتقول العالم العربي الغراء أن رئيس وزارة العراق أقام الحفلة في داره.
أما نحن فنعتقد أن الوزير لم يقم بهذا إلا لاعتبارات ظنها صحيحة، ومنها