للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

الخطة التي رسمها في السطور الآنفة الذكر أم كانت زفرته نزوة من نزوات الفؤاد وكان الرجل كاتبا مجيدا لا يمتاز بأسلوب خاص إنما ترى فيه نزعة عصرية في ديباجته نظرا إلى المدرسة الأدبية التي تخرج فيها. وولع بالنظم منذ حداثته فحفظ قصائد وأبياتاً كثيرة ونظم بعض مقاطيع وقصائد ولكنه لم يأت فيها بشيء جديد فمن نظمه قوله:

يا سراة الحي مالي ... ورعاع جاؤوا غيا

نسبوا عشقي لليلي ... ولسلمى ابنة ريا

أنا لا أختار ذلا ... بعد ما كنت عليا

يا خليلي سلاها ... ما الذي قيل عليا

نالت العذال منها ... كلما كان قصيا

فاروها الغي رشدا ... واروها الرشيد غيا

وقوله:

ذكرتني في دياجي الليل ليلي ... وعلامات الحيا في وجنتيها

ثم أخفت خيفة العذال وجدا ... وغراما قد بدا من مقلتيها

بالذي أجراك يا ريح الخزامي ... بلغيها عظم شوقي إليها

ما عليها غير حفظ العهد دوما ... غير حفظ العهد ما عليها

ومنها:

لست أنسى ما تقتضي من زمانك ... فيه دارت اكؤسي من راحتيها

وليال قد قطعناها وغصن ال ... أنس يبدو ساجدا بين يديها

وإذا ما هجم النوم علينا ... بحنو وسدتني معصميها

وقد أثبت نماذج من نظمه في الجزء الثالث من كتاب (الأدب العصري في العراق) غير المطبوع.

وكان قد أصيب بمرض في الكلى في أثناء الحرب العالمية فقصد إلى حلب وتطبب فيها وشفي على نحو ما ذكرت هنا وفي موضع آخر. ثم أصيب في الأشهر الأخيرة بمرض نظنه مرض الكلى أو الزحار فقصد إلى حلب وهناك انطفأ سراج حياته بعد ربط (عملية جراحية) في ليلة الاثنين ١ تشرين الأول ١٩٢٨ وحمل جثمانه إلى الموصل فوصلها صباح ٣ تشرين الأول ١٩٢٨ فدفن في المقبرة الواقعة قرب جامع النبي شيت مبكيا عليه من أصدقائه ومحبيه. ففي ذمة الله أيها الكاتب الصحفي.

رفائيل بطي

<<  <  ج: ص:  >  >>