للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

بعد أن استعفى من وظيفته في دائرة الأوقاف أنشأ جريدة (صدى الجمهور) بالاشتراك مع المحامي عبد الله فائق في الموصل فظهرت في ربيع سنة ١٩٢٧ وعهد برئاسة تحريرها إلى الفقيد. وكان الأمل أن تظاهر الجريدة الحركة الوطنية في الموصل ولكن سلوكها الصحفي جعلها تلبس لبعض الحالات لبوسها وتمثل سلوك منشئها السياسي وظلت تصدر مرتين في الأسبوع إلى هذه الأيام ولا نعلم مصيرها بعد وفاة صاحبها.

وقد ألف في خلال الحرب الكبرى رسالة نزولاً على رغبة الحكومة الاتحادية بعنوان (التحفة السنية في الهدية السنوسية) وطبعها في مطبعة نينوى سنة ١٩١٥ وموضوع الرسالة حركة السنوسي السياسية.

وكانت حياة الرجل تنطوي على صفحات متنوعة فبينما تراه عربيا قحا إذا هو عامل للاتحاديين يحرر الجريدة الرسمية ويسبغ على حوادث الحرب الثوب الذي يريدونه وتارة تجده حرا في فكره جريئا في أقواله وطورا تراه من أعوان السلطة مستسلما لها صاغرا

وأرى أن روحه كانت مضطربة ولم يكن له من القوة النفسية ما يقوى على الثبات في طريق واحدة فقد كتب إلي في كتاب خاص في ١١ نيسان سنة ١٩٢٤ يقول:

(أحب الحقائق ولكنني أصبر على أشد من الجمر. وأروم الجهر بالحق ثم أكف لساني فأسكت على مضض. فتراني معذبا أغلب الأحيان. وربما مرت علي ساعات الليالي الطوال فأسكب فيها دموعا على من لا يعرفها تخفيفا لآلامي المختفية بين جوانحي.

(يراني الناس في حالة وأرى نفسي في حالة وشتان ما بين الحالتين. لا بد للحجب أن تتمزق للألسنة أن تتفتق وللكلام أن يتدفق وللحقائق أن تلوح.

(وكم لي من أشجان مسطورة على صحف منظورة طيها الآلام محفوظة. تنطق بما تذرف له العين ويذوب منه الفؤاد ولئن ضن الزمان بنشرها الآن فسيتلوها قوم آخرون. وهناك ينجلي الصبح لذي عينين ويخرق صوت داعي الحق الأذنين. ولكل أجل (كتاب)

ولن أعلم إذا ترك مذكرات أو تآليف عالج فيها حالتنا الاجتماعية حسب

<<  <  ج: ص:  >  >>