للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

موسى ولا عيسى ولا محمد، ولا يسلمون بأوليائهم ولهذا لا يبوحون بمعتقدهم لأحد لئلا يكفرهم من ليس على دينهم فيستدركون الأمر بإخفاء مذهبهم والضن بأسرارهم.

والذي يمكن أن يقال بوجه الإجمال أن ديانتهم قرار جميع النحل والملل والمذاهب، فأنك ترى فيها خليطا من المجوسية والصابئية (أي عبادة الأجرام النيرة) والحرنانية والثنوية والمانوية والمزدكية والنصرانية وعبادة المواليد (الحيوان والنبات والجماد).

والذي علمته من رجل يعقوبي المذهب (كان في الأصل شمسيا، وكان زارني سنة ١٨٩٧ ليسألني عن ورود اسم الشمسيين في التاريخ القديم وكان اسمه قبل التنصر هرمزد فروش ولم يبح لي بما باح إلاّ بعد أخذ المواثيق والعهود مني) أن اعتقاد كبار الشمسيين قائم على أن الإله الأعظم الذي تحت أمره سائر الآلهة (لأنهم يعتقدون بكثرتها) هو الشمس، وسائر الآلهة هي القمر والنجوم وسائر الكواكب من متحيرة وثابتة، والشمس (وهي عندهم ذكر لا أنثى) خالق الموجودات كلها من منظورة وغير منظورة، من معروفة ومجهولة، من باطنة في المخلوق وخارجة عنه، ولولا عنايته (أي لولا عنايتها) لفني كل ما على هذه البسيطة من حيوان ونبات وجماد. وهم يسجدون لها (أو له بلسانهم) صبحا وظهرا ومساء بحيث لا يراهم أحد، لكي لا يكفرهم، وهذا السجود غير واجب أداؤه لمن كان خارجا عن داره، فإذا أشرقت أتجه الشمسي إليها ومد ذراعيه أو كفيه كأنه يغترف شيئا من الهواء أو قل شيئا من النور الجديد المنبث في الكون، ومسح وجهه بما توهمه أنه تلقاه منه ودهن به كتفيه وذراعيه وساقه وقدميه وهو في تلك الأثناء يتمتم. وعند الظهر يركع عدة ركعات عند تكبد الشمس السماء. وعند الغروب ينتظرها قائما في مكان عال بحيث يرى مغيبها ليودعها وداع آخر النهار وفي مطاوي تلك الركعات والسجدات يزمزم زمزمة جدوده (أي عبدة الشمس) آفتاب برستان.

وهم يؤمنون بالعواقب الأربع ويكرمون مل الإكرام الأسد والببر والنمر ويبجلونها ويكرمون بعض الأشجار ولا سيما الكبيرة الضخمة منها. وبالأخص

<<  <  ج: ص:  >  >>