للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

غيرهم. وهؤلاء أيضا يحلون (أي يهدى إليهم حلوان وهو أجرة الكاهن للصلاة التي يقيمها على روح الميت). ولا جرم أن الكلمة هرتاسب فارسية الأصل منقولة إليهم كابرا عن كابر.

وإذا دفنوا موتاهم وضعوا على قبره حجرا محفورا حفرا مستديرا يمثل الشمس في نظرهم، وكأنهم يقولون له: إنك من عباد الشمس الإله العظيم وإليه عدت فلا خوف عليك ولا حزن. وهكذا تتميز قبور الشمسيين من غير الشمسيين.

أوهام المنجد

١ - في المنجد (الزهر والزهر: نور النبات الواحدة زهرة وزهرة. الجمع أزهر وأزهار وزهور وجمع الجمع أزاهر) أقول (ليس الأزاهر جمع أزهار بل جمع الأزهر بمعنى النير المشرق وجمع الأزهار: أزاهير طاظافير وأهاويل وأباطيل وأقاويل. وقد جاء هذا الجمع في حديث علي في وصف الطاوس. وإن أحتج بأن الأزهار وردت في الشعر مكان أزاهير فليس ذلك إلاّ لضرورة استوجبت حذف الياء كما استوجبت حذفها في قولهم في الشعر (أظافر).

٢ - وفيه (قطع الشعر: حلله إلى أجزائه العروضية) أقول: لم يذكر في باب (حلل) أنها جاءت بمعنى (جزأ) وما الذي أراده بقوله (حلله) إلاّ (جزأه) فلم ينجد المنجد صاحبه؟ ذلك أمر غريب.

٣ - وفيه (التحاسين: الأشياء الحسنة يقال ما أبدع تحاسين الطاوس وتزايينه) أقول: هذا تفسير لا يوفى بالمقصود لأن التحاسين جمع (تحسين) من قولك (حسنت تحسينا) ولأن التزايين جمع (تزيين) من قولك (زينت تزينا) وكل مصدر سمى به على وزن (تفعيل) فقياس جمعه على (تفاعيل) كتراتيب وتقاويم وتقارير وتحارير وتصاوير.

مصطفى جواد.

<<  <  ج: ص:  >  >>