للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لندخل في الموضوع المنشود دون مواربة ولا محاباة. فالذي نريده هو مجمع علمي بكل ما في هذه الكلمة من قوة، أي لا نريده مجمعا لغويا بحتا لا يبحث إلاّ عن أصول وقوانين اللغة كما هي الحالة الآن بل نبتغيه مجمعا علميا كما في أوربة يجمع أكاذميات في ضمنه.

أكاذمي اللغة أو بلغة أصح الأكاذمية العربية، لا تؤدي في عرفنا مهمة إحياء العربية كما يجب. نحن لا نريد تقدم وتجديد كلمات في الأدب فقط بل في العلوم بأنواعها جميعا، فالعالم الآن يرتكز على العلوم لا على النظم والنثر، والبيان والبديع، فأذن لا مندوحة لنا عن إنشاء المجمع على النمط الأوربي فيحتوي على خمس أكاذميات - (ونظن أن في الإمكان أن نجد في شرقنا العربي أعضاء اختصاصيين في أكثر فروع هذه العلوم، وما لم نجد له اختصاصيا فلا بأس من تركه حتى يتاح لنا) - وسنأتي على ذكرها في وقتها وهي الكفيلة لنا بتجديد نشاط العربية وتقدمها ومضارعتها للغات الأوربية بعد أن تحذف أغلب كتب النحو والصرف والأدب الغليظ وغيرها.

هذا المجمع العربي لا ينشأ من سوريين أو لبنانيين فقط أو من مصريين أو عراقيين أو غيرهم من الناطقين بالضاد، كلا! إذ العربية ليست قطر من هذه الأقطار دون آخر منها. وحيث أنه ليس من لغة مصرية أو سورية أو عراقية. بل جميع الشرق الأدنى تقريباً يتفاهم بلغة عدنان. وحيت أنها الملك المشاع للجميع، فلا حرج من أن يكون لكل منها حق التداخل في شؤونها. ولكي لا تختلف الآراء وتتضارب الاقتراحات وتتشابك الأقوال والأعمال. فلا يوافق مجمع على أمر ويأتي بمشروع يناجزه مجمع آخر - إذا ما أنشئ في كل قطر ناطق بالضاد مجمعا، فالأوفق والأقرب إلى الصواب والسلام، تأليف مجمع واحد فقط. يختار الأعضاء من بلاد الشرق العربي أرباب الكفاية والاقتدار. وتكاليفه تتحملها حكومة كل منها بالتعديل.

يجب أن يتألف المجمع العربي على النسق الأوربي دون أدنى تبديل، إذا أريد بعث الحياة في لغة السلف. وها أننا نورد فيما يلي الأكاذميات وفروعها التي

<<  <  ج: ص:  >  >>