قد يقطع الرأس ويهرب به ولا يعرف صاحب الجثة. أما الدرع الموسومة بوسم صاحبها فتعرفه به. وعليه ترى اللغويين يقولون: درع موسومة أي مزينة بالشية من أسفلها. وقد ذكر ذلك شمر اللغوي من أبناء المائة الثانية للهجرة فنقلها عنه سائر اللغويين، فهذه شهادة جليلة على قدم وسم الدرع.
أما أن الوسم كان الأمرة أو شيء كالأمرة فظاهر من تعريف الغويين له. قال في تاج العروس:(الوسم أثر الكي يكون في الأعضاء. قال شيخنا: هذا هو الاسم المطلق العام.
والمحققون يسمون كل سمة باسم خاص. واستوعب ذلك السهيلي في الروض، وذكر بعضه الثعالي في فقه اللغة - قلت الذي ذكر السهيلي في الروض من سمات الإبل: السطاع. والرقمة. والخباط، والكشاح، والعلاط، وقيد الفرس، والشعب، والمشيطفة (كذا) والمعفاة، والمرمة والجرفة، والخطاف، والدلو، والمشط، والفرتاج، الثؤثور، والدماغ، والصداع، واللجام، والهلال، والخراش. هذه ما ذكره. وفاته العراض، واللحاظ، والتلحيظ، والتحجين، والصقاع، والدمع، وقد ذكرهن المصنف كلهن (كذا، والصواب: وقد ذكرها المصنف كلها، لأنها كثيرة) في مواضع من كتابه (أي من القاموس). وقال الليث: الوسم: أثر كية. يقال (موسوم) أي وسم بسمة يعرف بها. أما كيه وأما قطع في أذن، أو قرمة تكون علامة له. وقوله تعالى: سنسمه على الخرطوم تقدم في خرطم) انتهى كلام التاج.
وفي أيام المماليك سميت الأمرة (الأرمة) بالرنكك (بالكاف الفارسية) وقد ذكرها صاحب كتاب تاريخ السلاطين المماليك في ١: ١: ١و ١: ٢: ١٥٣ و٢: ١: ١٤ وجمعت على رنوك مثل رهن ورهون. والكلمة فارسية معناها اللون. وقال المقريزي في رسالته: النقود الإسلامية) ص ١٥: ضرب (بيبرس دراهم ظاهرية) وجعل رنكه على الدرهم وهو صورة سبع) اهـ.