للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عظيمة. ولذا يجب عليها أن تطلع جيدا على أحوال الشعوب التي تمد ظل سلطتها أو نفوذها ومن الواجب أيضا أن تعلم نفسيتها وماضيهم واعتقاداتهم واميالهم ومجدهم الغابر.

لغة كان للاستشراق العميق نصيب وافر في السنين الأخيرة - ولا يخفى أن بلادنا احتلت المكان الذي هي جديرة به منذ قرون ثلاثة - وقد عرفت أعمال المستشرقين الآداب الواسعة الرفيعة المختلفة والفائضة أخبارا وأعمالا وأفكارا. وقد نشر الشرقيون أنفسهم كثيرا من تأليفهم القديمة. والكمية المنشورة الآن - في الآداب الإسلامية الثلاثة الكبرى: العربية والتركية والفارسية - هائلة دون إشارة إلى الملحقات. فالصعوبة الآن بذلك تزداد في وجه المستجد في انتقاء طريقه في هذه (البحار) كما يقول العرب ولذا فالتأليف الجامعة هي مما لا غنى عنه اليوم والتي تحوي بيانات وإرشادات عامة عن المادة المبتغاة.

لا نريد أن نعطي هنا فهرسا بل منتخبات. وليست غايتنا أن نقول كل شيء بل أن نبسط البارز وأن نعرف التأليف الرئيسة وبيان بعض الأفكار الجليلة وجلاء بعض القاتم. إذن ليس ما نقدمه للقارئ أسماء ولا عناوين كتب بل هو شيء حي عن أشخاص وصور وأفكار وسمات.

جميع هذه الآداب تزخر بالأفكار؛ وكل مؤلفاتها تكاد تفيض بشعور غريزي حق وحسن أخلاق وتصوف. والأميال الذهنية الصادقة قد تسلطت على حياة أشد الغزاة المتوحشة مع نوع من غريزة ممتازة من أداة حسنة وعقل وحكمة.

(يتألف هذا التأليف من خمسة أجزاء:

(فالأول عن (الملوك والمؤرخين والفلسفة السياسية).

(والثاني عن (الجغرافية والعلوم) لأن جغرافيتي العرب عرفوا في أوربة منذ عهد بعيد وعلماء هذه الأمة، علماء الفلك والجبر والكيمياء والطب. كانوا ذوي شهرة في القرون الوسطى وهانحن أولاء في هذا الكتاب نعد للأفكار الذكرى ونختصر شيئا مما بذلوه في سبيل العلم.

(والجزء الثالث يبحث عن (التفسير والفقه). فتاريخ أصول الإسلام غدا في هذه الأوقات هدف أعمال جليلة من فطاحل المستشرقين كافة من جميع

<<  <  ج: ص:  >  >>