للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كلمة عن التأليف

يتركب الكتاب الآنف الذكر، من خمسة أجزاء، بقطع ١٢ الضخم، ولا تقل مجموع صفحاته عن نيف وألفين، وهو يبحث عن كل ما يختص بأعمال الإسلام، واحتك به، عن شيعه وصوفيته، حكامه ومؤرخيه: قوانينه وشرائعه فلسفته الدينية والسياسية، وعلومه الطبيعية حتى عن موسيقاه. أي أنه وعى كل فعل له أثر بارز في تاريخه. ومع أن الآداب العربية، غير داخلة تحت بحثه يستدل من عنوانه. قد خصص فصلا لها ليس بالكبير ولا بالصغير، أدلى برأيه فيها. فإذا أنت تراه دون مبالغة عملا رائعا حقا، جديرا بالشكر والاحترام فهو بحار علوم إسلامية زاخرة، أو بكلمة أعم: معلمة إسلامية وفية، ومما يزيده قيمة، ويكسبه فخرا، اتصافه بالعلم، وعدم الجنوح، فقد أعطى (ما لقيصر قيصرا، وما لله الله) وقد أتى بتراجم الخلفاء والفلاسفة، والعلماء، وسواهم. ذوي الأثر في تاريخ الإسلام، ولا تظنه قد أتى عليها دون تعليق، كلا! بل أودعه من بنات أفكاره؛ وآرائه فيهم، وحكمه عليهم، مما له الدرجة الأولى في نوعه، ونحن إذ نذكر شيئا عن هؤلاء لا نأتي بفكرته المبتكرة ذات الأثر، إذ ما الفائدة من الكتاب لو سلبناه زبدته وروحه بل حياته، ونشرناها وإنما سنتكلم كلاما مجملا، لنعطي القارئ بعض الفكرة - وحبذا النجاح! - عن محتوياته، وعليه مراجعة الكتاب، لاجتناء فوائده؛ وحسبنا في هذه الكلمة، أن ننبهه على قصدنا، فنزيل ليل الشكوك ونبعد عثرات سوء التفاهم. وقد نعلق في بعض المواضع، بكلمة منه أو منا، لننقذ الأسلوب من الجفاوة والاملال؛ فلا يسأم من ذلك القارئ.

قد يساعدنا على إعطاء فكرة عنه؛ إن نذكر ما جاء في مقدمته ففيه يبين المؤلف العظيم غايته في نشره وبسط تقاسيمه ومقاطعه وحبذا هي خير مرشد وأفصح دليل للقارئ العزيز عن جلالة العمل النفيس:

(إن اهتمام الشعب يزداد تحولا شيئا فشيئا نحو الشرق، وعلائق الدول الأوربية وشعوب الإسلام التي اشتدت عراها أيضا في ساحات القتال إبان الحرب الأخيرة تزداد توثقا. ففرنسة تملك الآن إمبراطورية إسلامية

<<  <  ج: ص:  >  >>