للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

جوف أفريقية في السودان. كلها قطعها غير عابئ بالأتعاب مستهترا بالأخطار التي استهدف لها عديد المرار وقضى شطرا عزيزا من حياته متنقلا كالفراشة من بلدة إلى أخرى ورحلته ذات طلاوة وإفادة وعليها مسحة سذاجة خير إشارة إلى صدق الرحالة ونزاهته ولين عريكته إذ كان يرقم كل ما كان يسمعه ويراه بسذاجة الطفل تلاعبه الألوان الوهاجة من دون نقد عميق ولا اعتراض فهو من هذا القبيل شبيه بهيرودوتس الجوابة الإغريقي الشهير وجوانفيل مؤرخ الصليبية السابعة. ويختم كرادي فو كلامه في الجغرافيات أنها على الإجمال ذات فائدة عظيمة لما حوته من دقيق الأخبار ومختلف الحوادث ومتباين الأبحاث في ذلك العهد إذ ليس لها قرين (وهي تكسب شرفا وذكاء وجدا وشجاعة أولئك الرجال الذين تعاملوا بها وهي مأخذ أسانيد ذات قيمة لا تقدر لو تشرب استعمالها قليلا من سلسبيل روح نقاد).

يتحول البحث الطريف المفيد بعدئذ نحو الحساب والجبر مما كان للعرب والإسلام الباع الطويل فيه. فيحدثنا عن أصل الأرقام الني نسميها نحن (بالهندية) بينما تدعى في أوروبة (بالعربية) وكيف دخلت عند العرب مما يعارض المألوف وهذا ما فسره أحد المستشرقين ويبكه ثم ينتهي إلى تفصيل أعمال الخوارزمي فعمر الخيام فالكرخي وأمثالهم ويكثر من البحث وإيراد الأدلة والشواهد مما نضرب صفحا عن ذكره ويتلو ذلك بفصل في المساحيات (الهندسية) وأصلها عند الإغريق. ثم مقابلة ما أخذه العرب عنهم وعرض بعض مسائل وأمثلة وتفسيرها وهلم جرا. . . ثم ننصرف فإذا الآليات (علم الحيل) فعلم الفلك

<<  <  ج: ص:  >  >>