للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

رافقهم الحظ بها. يستهل هذا الجزء بالحفريات وإذا باليعقوبي يواجهنا وهو أحد أوائل العلماء العرب في هذا العلم شهده الشرق في القرن الثالث للهجرة مع قريتنه ابن خرداذبه الذي سبقه هنيهة إنما يمتاز عنه (برزانته وإفلاته من الخرافات فتلك شأن الكثير من الجغرافيين الشرقيين) ثم يتلو هذا بعلم هذا العلم الشريف الإدريسي صاحب (نزهة المشتاق) وهذه (في مجملها تضاهي مجموعة استرابون) وإنما يؤخذ عليه ما يشوه خرائطه العديدة من الأغلاط الجمة. . . ونقلب الصفحات فإذا أبو الفداء صاحب (تقويم البلدان) فياقوت الرحالة المعروف وكتابه العظيم الخالد أحد الأعمال التي تزيد الإسلام شرفا عظيما. ثم يتحدث كرادي فو عن الجغرافية العامة في البحث عن الخسوف والكسوف ونجم القطب وخطوط الطول والعرض وفصول السنة وخلافها مما يدخل ضمن حكم هذا العلم الضخم مع بعض عرض لأفكار فطاحل الإغريق القدماء كفيثاغورس وبطليموس وأمثالهما. ويتوسع في هذا البحث العميم فيتخذ الفصل الثاني من كتابه في الكلام عن جوابه البحار والابحاريات (علوم البحار). ويذكر لنا بعد استهلال مطول ابن ماجد النجدي الذي كان ربان سفينة فاسكودي غاما الكاشف البرتغالي العظيم وهو الذي قادهم إلى جهات الهند ودلهم على سواء الطريق ومأمنه. ثم نعكف فإذا الفصل الثالث يلاحق أخويه ويتصل بالعلم المذكور وفيه نمر بفطاحل المسافرين طول عهد الإسلام الغابر كالبيروني أحد أولئك العلماء النادرين الذين اختصوا بينهم العرب بالأمور الهندية فقد كتب عن تاريخ الهند ومفكريها الشيء إلهام باحثا عن علومهم وفلسفتهم وأفكارهم وآرائهم في الوجود والكون موازنا بينهم وبين سواهم النصارى والأميين ولا سيما الإغريق ثم كتابه عن مختلف الشعوب والأديان الذي لم يسبقه إليه أحد من العرب ويزيد هذه الكتب قيمة ما تمتاز به عن أمثالها من جليل الفوائد الجمة. لكنها تحتاج إلى جهد عظيم في تفهمها لصعوبتها ونجد بعد ذلك ابن جبير صاحب الرحلة الشهيرة فابن بطوطة أكبر رحالة في تاريخ الإسلام على الإطلاق إذا ما نظرنا إلى المسافات الشاسعة والبلدان الكثيرة النائية التي اخترقها وجاب أطرافها ونجودها وأغوارها من مراكش إلى تخوم

الصين ومن الأندلس إلى

<<  <  ج: ص:  >  >>