للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

فعين للواء مند هؤلاء السلاطين العادلون ناحية القصير القريبة من ولاية إنطاكية فأضحت مشتى لأتباع مند وأنضم إلى لوائه جماعة اليزيدية من الأكراد المتوطنين هذه الديار.

وكانت تظهر في مند يوما فيوما آثار المقدرة والسداد وتتزايد فيه علامة الشهامة والرشاد فقصده أكراد (حوم) و (كلس) جميعهم وشملته عناية السلاطين الأيوبية وكفلت آماله وافتخرت به إمارات أكراد الشام وحلب امتدت يده في القبض والبسط والرتق والفتق فظهرت حكومة هذه الجماعة قوية فرفعت (مند) إلى مرتبة عالية ممتازة بين الأقران.

وفي أول الأمر نازع مند على سرير حكومة الأكراد بعض شيوخ اليزيدية الساكنين ما بين حماة ومرعش، فكان يقع بعض الأحيان جدال يسبب الحرب والقتال. وفي آخر الأمر أطلع هؤلاء مند وانقادوا إليه يقهره وتعنيفه إياهم ولطفه بهم وإحسانه عليهم فأدخل جميع أكراد هذه الديار رقابهم في رباق طاعة مند.

وحينما توفي مند تصدى لأمر الحكم ابنه عرب بك ولما وفي هذا قام مقامه ابنه جمال بك ثم خلفه أحمد بك وفي عهد حكومته طوت يد القضاء بساط حكومة آل أيوب وانتقلت

دولتهم إلى الغلمان الجراكسة الذين لم يطعمهم أحمد بك فقام حبيب بك مقام أبيه فاستمالته السلاطين الجراكسة بالخدمة فدعوه إلى حلب وقتلوه.

ثم ضبط وحكم قاسم بك الأكراد بحسب الإرث وبمقدرته إلاّ أن السلاطين الجراكسة فوضوا حكومة الأكراد إلى المدعو عز الدين من أولاد شيوخ اليزيدية فتبعه بعض هؤلاء. ووجه شهريار بك رمضانلو قائدا ومعه متجندة

<<  <  ج: ص:  >  >>