للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وأمانة هذه السنين الطوال في اللغة العربية فأستحق ثقة وثناء أبناء هذه اللغة الشريفة.

أهدي إلينا مؤخرا جزء اليوبيل الذي أصدرته مجلة لغة العرب وتصفحناه فوجدنا في ما جاء فيه من بليغ المنظوم والمنثور تقديرا جميلا لمواهب الأب الكرملي وعبقريته وغيرته على لغة العرب.

ويسرنا أن نرى أنه قد اشترك في إكرام هذا العالم أما خطابة في حفلة اليوبيل أو كتابة إلى المحتفى به أو على صفحات المجلات والجرائد أدباء العرب والفرس من العراق ومصر وسورية وإيران. فمجلة الكلية تضم صوتها إلى أصوات هؤلاء الأدباء بالثناء الصادق على الزميل الكريم الأب الكرملي محبذة ما جاء في الكتاب من آيات الاعتراف بخدماته الثمينة وتسال الله أن يطيل عمره ليستمر نفعه بعلمه وأدبه وفضله لبلاده الناهضة ولسائر الأقطار العربية.

عن مجلة الكلية ٢٣٧: ١٥

يوبيل الكرملي والنهضة اللغوية الحديثة

كان وقت لم يحفل فيه أحد بتكريم نوابغ الرجال بيننا إلى أن أخذ الاستيقاظ الفكري يتمشى في بيئاتنا المتعلمة، فبدأنا حينئذ نلتفت إلى هذا الواجب الاجتماعي فأهتم عظماؤنا بتكريم المرحوم العلامة سليمان البستاني معرب (الإلياذة) وتبعث ذلك حفلات للتكريم مناسبة وجديرة بالاعتبار. ثم جاء وقت أصبحت فيه حفلات التكريم مذالة تقام بمناسبة وبغير مناسبة لكل من خدمته الظروف، سواء كان أو لم يكن على جانب من المواهب المذكورة وأخيرا في عهدنا الحاضر - عهد التيقظ الآثم - أخذنا نعنى بتكريم نوابغنا في مصر خاصة وفي العالم العربي عامة ولكن بميزان.

ولعل من أصدق المظاهر لهذا التنبه المحمود حفلة اليوبيل الكبرى التي أقيمت حديثا في بغداد لإمام اللغة الشعير الأب أنستاس ماري الكرملي، وقد اشتركت في إقامتها الحكومة العراقية ورجال الأدب في العالم العربي ومشاهير المستشرقين ولو كانت الحفلة في مدينة سهلة المواصلات لحضرها الجم الغفير من أهل العلم والأدب من مختلف الأقطار ولكانت مؤتمرا أدبيا عظيما، ولما اكتفى الكثيرون اضطرارا

<<  <  ج: ص:  >  >>