للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأنشاد أو سفر الجامعة بعض الجمل وأبدلنا ببعض الكلمات كلمات توافق روح عصرنا هذا ووقعناها باسم أحد أدبائنا ما استبعد أن يقال أنها لهذا الأديب صاحب التوقيع.

ومن يرى أسلوب سفر نشيد الأنشاد وتوقيع نغماته يحكم بلا تردد أن ما يأتيه أدباء عصرنا (كجبران) و (مفرج) و (مي) وغيرهم منسوج على منواله ومفرغ في قوالبه ومضروب على غراره.

ورد في قاموس الكتاب المقدس في مادة شعر: (ولا تعتبر القوافي في الأشعار العبرانية ولم تنقسم إلى أوزان كالشعر العربي (المنظوم) ومع أنها قد نظمت أحيانا على الحروف الأبجدية لم يكن في شطري أبياتها عدد مرتب من التهجئات وإنما نظمت على مقابلة الأفكار) الخ.

الأوربيون اقتبسوه من الشرقيين

لما تمكنت النصرانية في القرون الوسطى من أوربة وخمد صوت الفلسفة اليونانية وأرتفع صوت الديانة النصرانية أدخلت بالطبع هذه الطريقة الشعرية الإسرائيلية في كلام الدين بل جعلت جزءا من الدين إذ لا تتم الطقوس النصرانية على وجهها المناسب ما لم ترتل هذه الأشعار كمزامير داود في المجامع والهياكل.

ولا يعقل أن هناك متنصرا ما لم يتل هذه الأسفار، فتذوق الأوربيون هذا الشعر المنثور العبري من هذه الأسفار بلذاذة فنشأ روح الشعر المنثور في بلاد الغرب.

ولما أتت القرون الحديثة بإصلاحها وجد الروح الشعري الشرقي مادا إطنابه في الأدب الأوربي، فتحور وتهذب عندهم من باب الضرورة وتصرف أولئك الناس فيه لشؤون شتى في الحياة الاجتماعية والأدبية ترى ذلك ظاهرا في أسلوب شعرائهم وهاك مثلا كتاب (بلاغة العرب) الذي يضم بين دفتيه طائفة من آثار شعرائهم (كفيكتور هوغو) و (لا مارتين) و (بيير كوريني) وغيرهم وما تنشره المجلات العربية لشعرائهم.

وجوده عند العرب

وقد وجد عند العرب وتراه في مجاميع الأدب داخلا في زمرة الكلام المنثور

<<  <  ج: ص:  >  >>