للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

كنثر بعض عرب الجاهلية وفي القرآن الكريم كثير منه فهاك مثلا (سورة الدهر) و (سورة المرسلات) واقرأهما تر أنه ينطبق عليهما كل الانطباق وأغلب الآيات القرآنية أعتبرها العرب شعرا بدليل ما حكاه القرآن عنهم من قولهم في النبي - - صلى الله عليه وسلم - - والقرآن (إنه قول شاعر) مع

إنهم يرونه غير موحد في الوزن ولا مقفى ومع ذلك اعتبروه شعرا فترى أنه وإن كان غير منظوم فإنهم اعتبروه شعرا فهو إذن شعر منثور.

وقد ورد منه شيء كثير عند المولدين كنثر أبي طيب المتنبي في أوائل ادعائه بالنبوة ونثر المعري في (الأيك والغصون) و (ملقى السبيل) وغيره حتى لو تطرفنا في البحث لوجدنا (الحل) والنثر قبل (العقد) الذي هو نوع من فنون البديع وهو شعر منثور.

وفي القرن الرابع عشر للميلاد أي وقت جمود الأدب العربي وجد شيء منه مثل (بند) ابن الخلفة وقد عارض تلك القصيدة النثرية أدباء عصره.

الشعر المنثور عندنا في العصر الحاضر

لقد تركه الشرقيون فالإسرائيليون غادروه وغادروا عالم الأدب كله لينصرفوا إلى عالم التجارة والكسب وذلك بعد موت الروح القومي منهم فضل كل فرد منهم ولم يبق فيه شيء يهمه سوى أمر شخصه وشأن حياته القائم بها.

وأما العرب فلم يكثروا منه ولم يستخدموه في عالم الأدب إلا لكونه نثرا فاكتفوا عنه بقسيمه الشعر المنظوم فكان ذلك منهم إغفالا مع وجود نماذج عالية عندهم واعترف المتقدمين به كما سبق بيانه.

ولما سرى روح الإصلاح والنهوض في الأمة العربية في العصر الحديث وأدخلت المدنية والعلوم والآداب العصرية الغربية فيها دخل معها في جملة ما دخلها من أنواع الآداب.

وأول من تعاطاه الريحاني فانهال أدباء العصر على اتخاذه وهكذا ردت بضاعتنا إلينا.

الشطرة: رشيد الشعرباف

<<  <  ج: ص:  >  >>