للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

اليمنى ثم ينحدر نحو عانة فيسقي مزارعها ويحيط (بالحديثة) التي ترى في وسطه. وبعد أن يمر بآلوس وجبة يأتي إلى ناحية (هيت) فيخترقها ويسير نحو قصبة الرمادي (ثم الفلوجة ومن ثم يفارق أراضي هذا اللواء متجها نحو (المسيب).

وقبيل دخوله قصبة الفلوجة، يتشعب منه جدول يسمى (القرمة) وهذا الجدول يسقي مزارع ناحية الدليمية وينتهي بالقرب من الكاظمية. وهناك بعض جداول صغيرة قائمة على عدوتيه لسقي المزارع البعيدة عن النهر وهي قليلة. وواسطة الإسقاء في لواء الدليم (الكرود) (الآبار أو السواني) إلا (الدليمية) فإن مزارعها تسقى سيحا، كما أن في قضاء الفلوجة نحوا من ٣٥ مضخة لإرواء المزارع التي يصعب إرواؤها بالكرود لعظم ارتفاعها.

السيد عبد الرزاق الحسني

ملاحظة في الشعر المنثور

ذكر رشيد أفندي الشعرباف في ص ٣٧١ من هذا الجزء أن أول من تعاطى الشعر المنثور في عصرنا هذا هو الريحاني. وهذا الرأي خاص بحضرة الكاتب. والذي يجب أن نذكره هنا هو: أن كثيرا من الناس لا يفرقون بين (الشعر المنثور) و (الشعر المرسل) فالشعر المنثور هو ما تلتزم فيه القافية ولا يلتزم فيه الوزن. أما الشعر المرسل فهو ما يلتزم فيه الأوزان ولا تلتزم فيه القافية.

وأول من أبدع الشعر المرسل عندنا هو الأستاذ الكبير والفيلسوف الشهير جميل صدقي

الزهاوي فقد نشر قصيدة منه في المؤيد (جريدة كانت تصدر في مصر القاهرة) قبل زهاء ٢٨ سنة وله قصيدة من هذا الطرز في ديوانه (الكلم المنظوم) نشرت في أول سنة الدستور العثماني (سنة ١٩٠٨) ونشر قصيدة منه أيضا في جريدة (العراق). وخالفه فيه جماعة من الأدباء وحاولوا أن يزيفوا طريقته فألقمهم الحجر واحدا بعد واحد وقال: إنه طريقة الشعر في المستقبل. ثم نشر قبل ثلاث سنوات أو أكثر قصيدة من هذا الأسلوب في مجلة الهلال وسماها: بعد ألف عام وهذا لا يجهله من يمت إلى الأدب العصري العربي ولو بطرف من النسب. إذن ثبت أن لم يسبق أحد من الشعراء العرب وأدبائهم الأستاذ الزهاوي في إبداع الشعر المرسل وإن كان بعضهم حاول أن يسلبه هذه الدرة وينزعها من تاجه المزين به جبينه الوقور منذ أمد بعيد.

<<  <  ج: ص:  >  >>