للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

ليس الأب الكرملي في مواهبه وآثاره فردا بل هو أعظم من مدرسة وبنسبة منزلته الممتازة يجب أن تكون الجهود الموجهة إلى استثمار معارفه الغزيرة. فهذا وحده هو التقدير العملي الصحيح الجدير بالرجل في حياته المباركة، ولا خير في تقدير متأخر بعد حياته إذا لم نعرف كيف نستفيد منها الفائدة الواجبة.

ويسرنا في هذا المقام أن نكرر لفضيلة الأب العلامة تهنئتنا القلبية بما أحرزه من منزلة سامية في قلوب أبناء العربية وفي عيون المستشرقين الأعلام عن جدارة حقة بعلمه وأخلاقه وأدبه. ولا سيما بنزاهته العالية وحبه الحقيقة بل تقديسه إياها فوق كل اعتبار، ونتمنى له العمر الطويل والصحة والسعادة، وأن يبقيه الله ذخرا لأبناء الضاد

المعامرة لا معاملا

ورد ذكر هاتين الكلمتين (معاملا ومعامرا) في ص ٢٢٩ من المجلد السابع عشر من مجلة العرفان السورية، فرأيتكم قد أصبتم في قولكم وظنكم وجود (معامرة) في العراق، وإنكاركم ونفيكم وجود (معاملا) كما أني رأيت الأديب الحسني قد أخطأ بنفيه وجود كلتا الكلمتين بقوله: (ليس في لواء الموصل لا معملا ولا معامرة). أما (المعامرة) فهم كثيرون منتشرون في (قرى دجلة والفرات) ومنهم طائفة في (النجف) قطنتها منذ قرنين، ومهنتهم رعاية الماشية (الجاموس) والاكتساب من ألبانها إذ يبيعونها في الأسواق، ويلقبون (بآل عامر) ويؤيد قولكم أيضا وجود مادة (معامرة) في الكتاب المخطوط تأليف السيد مهدي القزويني الموسوم (بأسماء القبائل وأنسابهم) الذي وصفته في (لغة العرب) ٧: ٢٩٠ فقد نص على مادة (المعامرة) في باب الميم فقال (المعامرة قبيلة من زبيد في العراق) وكررها حرفيا في

(باب العين) من الكتاب عينه وذكر بعدها مادة (العماريين) بالنصب فقال (قبيلة من زبيد في العراق من أحلاف خزاعة يحرثون الأرض) ثم قال بعدها في مادة (العامران) (عامر بن مالك بن جعفر بن كلاب بن ربيعة ابن عامر بن صعصعة وهو أبو براء ملاعب الأسنة، وعامر بن طفيل بن مالك بن جعفر بن كلاب وهو أبو علي) ورجائي أن تجلوا البحث عن هاتين (اللفظتين) ليزول الاشتباه في هذا الموضوع.

النجف: عبد المولى الطريحي

<<  <  ج: ص:  >  >>